أقف عند ذكرى أول ليلة امضيناها بين جدران تلك الزنزانة التي ملأ أجواؤها رائحة الخوف والموت فكانت مليشيات الحوثي مفزوعة مرعوبة من تدخل التحالف العربي الذي وافق ذات اليوم
أتذكر المواقف والوجع الذي شاهدته في سجونهم
أتذكر معاملتهم الهمجية وصرخاتهم الكاذبة تهديداتهم الخبيثة عندما كنا نطرق أبواب الزنزانة لكي يسمعنا شاويش السجن فيأتي غاضبا يحذر محاولا إذلالنا ولكنا كنا شامخين كجبال بلدتنا.
أتذكر عندما كان المشرف الحوثي المدعو أبو مطلق يغلق علينا أبواب الغرفة المظلمة الباردة رافضاً أن يمنحنا فرصة للذهاب إلى الحمام
متعمدا أن يحسسنا بفقد الحرية لا أنسى التحقيقات معي ومع زملائي منتصف الليالي الباردة
كان غباؤهم مضحكاً وتحقيقاتهم تدعوك لأن تضحك بشكل مسموع
أتدرون ما كان ذنبنا الذي استحقينا عليه السجن من قبل هذه المليشيات
أننا أعلنا عن إشهار وتأسيس حركة رفض بالمحافظة
ولأنهم يرتعبون من كلمة رفض ومن ما تحمله من معاني الحرية أصيبوا بخوف هستيري
وحين انتقدنا ووقفنا ضدهم في محافظتنا وأعلنا عدم رضانا عن تصرفاتهم الرعناء التي يرفضها كل عاقل حاربونا وحاولوا إركاعنا بأساليبهم المعروفة ما بين تهديد ومضايقات واقتحام للسكن وسجن.