ما يقارب من سبع سنوات واليمن في عهده العالم والاقليم منذ قرر الجميع التدخل عقب ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 من بوابة المبادرة الخليجية التي لم تقفل أبواب الماضي بقدر ما جمدت الحياة السياسية في البلاد واعاقت حركة التغيير وفتحت البوابة امام أوسع عملية ثأر من اليمنيين.
عامان ونصف واليمن تعيش حربا طاحنة جراء الانقلاب الذي قادته مليشيا الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع، لم يفق اليمنيين فجأة على الانقلاب فقد كان التمهيد له يدور في وضح النهار وبمشاركة أطراف إقليمية وأخرى دولية.
وحين وقع الفأس في الرأس تدخل الجيران في اليمن في عملية مفتوحة وغير مسيطر عليها، وصل فيها عدد الطلعات الجوية الى أكثر من تسعين ألف غارة جوية لم تنجح في انهاء الانقلاب، بقدر ما عززت الانقسام وفرضت خارطة جديدة طالما تحاشى اليمنيين النظر اليها كونها لا تشبه شيئا مما كان ولا تقترب مما يحقق القدر الكافي من الاستقرار في المنطقة.
تتأثر اليمن بمحيطها وتؤثر فيه وتلك حقيقة تاريخية لا يمكن نكرانها، وحين يكون اليمن معلولا تنتقل العلة لمحيطة وبالمثل حين يكون المحيط مختلفا تظهر التنازعات فيه على شكل احتقانات وصراعات دامية.
تكبر المسافة الفاصلة بين الحل وادواته ويتحول الداء البسيط إلى مرض مستفحل ويستمر تجريب وصفات الحلول لمشاكل الأطراف الخارجية في الجسد اليمني المنهك بالامراض والاوبئة التي جلبتها مليشيا الحوثي وحليفها المخلوع.
النخب اليمنية المنقسمة حتى مع انفسها كشفت الاحداث الأخيرة انها بلا بوصلة ولا مشروع لديها وانها لا تستطيع تقديم مشروع وطني يعيد لليمن دولتها المسلوبه وحياتها المهدرة.