ما من شك أن المنطقة العربية أمام ثورة شعبية متكاملة الأركان لا تخضع لأي إرادة سوى إرادة وإحساس شبابها الأحرار وما تفجر في قلوبهم من روح وطنية عالية ومشاعر حب عارمة وأحلام تحررية عميقة.
ثورة ذات شرعية تاريخية ناجزة تدك تحصينات الطغاة وتزلزل عروشهم، هدفها إنقاذ الرهانات الوطنية المختلفة السياسية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية الأمنية عبر تغيير شروط ممارسة السلطة وإقرار سيادة الشعب والمواطنة المتساوية وحق المواطن في أن يكون سيدا حرا شريكا في تقرير مصير وطنه ومساهما في حمل المسؤولية ومحاسبا لأصحاب الوظائف العامة حتى لا يتحول الحكم إلى وصاية مزمنة ولا تتحول النخب الحاكمة إلى طبقة طفيلية متخمة تستغل مراكزها في السلطة دون قيم ولا أخلاق للانفصال عن الشعوب والسطو على موارد القوة والسيطرة المادية والمعنوية وتحويل الشعوب إلى أفراد مسخرين لخدمة مجدها ومصالحها، وتكريس حالة العبودية والذل والإذعان الأبدي عليها.
المنطقة العربية أمام ثورة شعبية متكاملة الأركان لا تخضع لأي إرادة سوى إرادة وإحساس شبابها الأحرار وما تفجر في قلوبهم من روح وطنية عالية ومشاعر حب عارمة وأحلام تحررية عميقة.
ها هي ثورة الربيع العربي تعود الى ألقها في سماء الحرية والتغيير من جديد، وتثبت صدقية قضيتها وأصالة أهدافها العميقة وإخلاص روادها الذين انبعثوا من من صلب المعاناة التي نعيشها، كثورة شعبية سياسية إنسانية، ومن ثم تبرز شرعيتها، وتقتلع في المقابل أي شرعية عن الثورة المضادة والحروب الأهلية التي أشعلتها في سوريا وليبيا واليمن محاولة من خلالها طغمة الفساد والاستبداد الفاشية أن تبرر قتلها لشعوبنا وتخريب بلداننا من أجل البقاء في السلطة إلى أجل غير مسمى، منطلقة من غرفة تحكم واحدة وكنترول واحد ترمي بكل إمكاناتها العالية نحو سحق أي حلم للولوج في عهد الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية، وتقويض أي فرصة يمكن أن تفتح آفاق التقدم والمستقبل حتى لو تحولت إلى بيادق في أيدي القوى الإمبريالية وضحت باستقلال بلداننا ومستقبل الأجيال.