إنني أحن إلى الكتابة عن سلام وحب وأفراح وخير، لا عن مآتم وأحزان وقتل وتدمير.. ما الذي يمنعكم من أن تستبدلوا القذيفة باهداء سنبلة، وأن تنبذوا الحرب وتكونوا فلاحين يحيون الأرض ويزرعون الذرة والورد لا قتلة يدمرون ويقتلون ويستبيحون الأرض والعرض والحرمات.
انبذوا الحرب من أفئدتكم واستبدلوا طلقة الرصاص بالورد، والقنبلة بفاكهة التين، والقذيفة بسنبلة الذرة، والصاروخ بالنخيل، والألغام بالبطاط والبصل والثوم.. فهناك فرق كبير ما بين القتل وتبادل السنابل والفواكه.
إلى كل من يحمل سلاح على امتداد جغرافيا اليمن إذا لم تحطموا اسلحتكم وتحملوا بدلا عنها محاجن لحرث الأرض، فأنتم أعداءنا ولا عدوا لنا سواكم نحن البسطاء، فلا تصروا على الجنون اشباعا لأهواء تجار الحرب.
كونوا أحرارا يعمرون ويزرعون الخير والحب والسلام، لا عبيدا يقتلون بعضهم بعضا ليعيش على جماجمكم المتسلطين ومؤججي الحروب.
ليتخيل كل من يحمل سلاح لو أنه حمل محجن وحرث الأرض، ليتخيل وهو يجني ثمر حصاده سنابل ذرة وقمح وفواكه يهدي منها جيرانه، ليتخيل كل واحد كم الفارق بين أن يقتل وبين أن يهدي سنبلة.
هل آن الأوان يا معشر البسطاء من عامة اليمنيين_ وقود حرب المتصارعين، أن تعودوا إلى رشدكم وتعلنوا رفضكم قتل بعض ليس لشيئ غير تحقيق رغبات القتلة والحاقدين عليكم كشعب.
هل آن الأوان لتدركوا حجم نزيف الفواجع التي تبذرونها في قلوب العزل والابرياء والبسطاء والفقراء اخوانكم، بما ترتكبونه من قتل وتشريدوتدمير.
تذكروا أمهاتكم وإخوانكم وأبناءكم وزوجاتكم وأقاربكم كم سيحزنون عندما تعودون إليهم اشلاء وجثث، وكيف سيكون حالهم بفاجعة مقتلكم..
هل ترضون أن تقتلون أمهاتكم بالحزن عليكم.. لا اعتقد أنكم تقبلون.. إذا فلماذا تقبلون بقتل أمهاتنا حزن علينا.. تعقلوا وعودوا إلى رشدكم.. إنكم تقتلون اليمن...
انبذوا الحرب ومساندتها من أفئدتكم لتموت على الأرض، أما أن تستمروا في تأجيجها في أفئدتكم فلن تنطفئ على الأرض.