ساعات مصيرية يعيشها أهالي مدينة داريا الذين يُجلون عنها اليوم قسراً، إثر اتفاق عقد أمس بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة المتواجدة هناك، بدأ تنفيذه منذ ساعات الصباح ما ترافق مع غضب، وحزن كبير ظهر واضحاً على صفحات السوريين والعرب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب المفكر العربي، عزمي بشارة على "تويتر": "ترجلت بصمت. فنكسوا هاماتكم خجلا حين تمر داريا متعبة مدماة منتصبة القامة في طريقها وهي تغادر واقعكم الزائف نحو أسطورتكم الحقيقية".
كما كتب السياسي السوري برهان غليون "كانت داريا أسطورة صمود وستبقى، وسوف تنتقل روحها عبر مقاتليها لتعم داريا الكبيرة، سورية كلها، بعد تركها داريا الصغيرة، وتتجسد في روح كل سوري عاش آلامها وعاصر ملحمتها الكبرى. ليس الآن وقت الحزن والشكوى وتبادل الاتهامات، إنه وقت تجميع القوى وتنظيم الصفوف لتمكين المعجزة الكبرى، معجزة صمود سورية وشعبها في وجه أعداء كثر لم يعد النظام سوى غلالة رقيقة تخفي أطماعهم وأجنداتهم الخفية. ينبغي أن يكون اليوم يوم العمل وتجاوز الفرقة والخلاف وتوحيد كلمة الثوار وصفوفهم، هذا هو الرد الصحيح والمطلوب لجعل الانسحاب من داريا مقدمة لمقاومة شاملة لاستعادة سورية بأكملها. داريا أسطورة مشتعلة ورمز صمود السوريين وستتوقد نارها أكثر بتوحيد السوريين وتعزيز صمود سورية وتحريرها من براثن الحقد والكراهية والهمجية".
وكتب حسام محمد "ننتظر من بشار الأسد أن يوثق للعالم صدق روايته عن وجود النصرة في داريا، عندما سيخرج المقاتلون منها أمام عينيه".
وأدان عدد من السوريين الدور السلبي للأمم المتحدة والهلال الأحمر في تنفيذ التغيير الديموغرافي في دمشق، فكتب مظهر "قافلات العجز الأممية لم تستطع دخول #داريا إلا لإفراغها من أهلها". وكتب الصحافي السوري ابراهيم الجبين "عار على الأمم المتحدة التي تشارك في التطهير الطائفي، تبدأ بعد قليل عملية خروج الأهالي من مدينة داريا. وستتوجه الأسر المدنية إلى بلدة حرجلة في الغوطة الغربية بالتنسيق مع لجنة من أهالي المدينة في مناطق النزوح، ومن هناك يتوزعون إلى المناطق التي يرغبون بالتوجه إليها".
وكتب محمد "إنّ الله يعلم أنك أحبّ البلاد إلى قلبي، ولولا أنني أُخرجت منك ما خرجت، القلب يقتله الأسى".
كرم الشامي، عضو المكتب الإعلامي لداريا نشر صوراً لأهالي داريا وهم يستعدون للرحيل واصفاً إياه بالوادع الأخير. وفيما نشر آخرون صوراً لأهالي المدينة وهم يودعون قبور أبنائهم قبيل الرحيل، كتب كريم "لم يخطر لي يوما أن يودع الإنسان أحبة في القبور مرتين، مرة حين نزلوها راحلين، ومرة حين تركوهم مكرهين خائفين أن يعيث الغزاة بهم فسادا، بعدما أذاقوا أعداءهم جحيم العذاب وهم أحياء".
سوريون آخرون حمّلوا فصائل المعارضة الأخرى المسؤولية، وذلك لعدم مؤازرتها لمقاتلي داريا، فكتب قسام "داريا هي عاصمة الثورة بلا منازع ومع ذلك تم خذلانها من الجميع"، وكتب عمر "قالوها منذ بداية الثورة: ما لنا غيرك يا الله".
بدوره، كتب الصحافي السوري لؤي عبد الهادي "شبعت #داريا من كذبنا وعجزنا ونواحنا الذي لا ينتهي.. أيطيب للمتخاذلين والمتقاعسين والمتفرقين أن يروا ميشيلين عازر مرة أخرى تتنزه بين أشلاء ودماء أهلها وأطفالها بعد أربع سنوات على تلك المجزرة الرهيبة؟ العار لنا جميعاً منذ 25 أغسطس 2012 إلى هذا اليوم".