تمكنت فصائل المعارضة السورية، أمس السبت، من تحقيق الانتصار الأهم على قوات النظام السوري والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه في مدينة حلب، بعدما نجحت في كسر حصار المدينة وإسقاط أهم قلاع النظام في الشهباء، في خطوة من المتوقع أن لا تقتصر ارتداداتها على الميدان لجهة تعزيز موقع الفصائل عسكرياً والانتقال إلى قضم مناطق سيطرة النظام في حلب، بل أيضاً يتوقع أن تكون لها تداعيات سياسية، وخصوصاً أنها جاءت لتطيح بالضغوط المكثفة التي حاولت الإدارة الأميركية ممارستها على المعارضة للقبول بهدنة كانت ستصب، في ما لو حصلت، لمصلحة النظام وروسيا، على غرار جميع الهدن السابقة التي كانت تضغط واشنطن والأمم المتحدة لإتمامها في كل مرة تتقدم فيها المعارضة.
الإعلان عن كسر حصار مدينة حلب، الذي فرضته قوات النظام السوري على الأحياء الشرقية منذ أكثر من شهر، تولته غرفة عمليات جيش الفتح وغرف أخرى تابعة للجيش السوري الحر، وذلك ضمن المرحلة الثالثة من المواجهات التي أطلقتها، مساء أول من أمس الجمعة، من معركة كسر حصار حلب التي كانت قد بدأت قبل أسبوع. أما المرحلة الرابعة من معركة كسر الحصار فلختصها حركة أحرار الشام بالقول إنها بدأت وهدفها السيطرة على مناطق جديدة داخل حلب.
وقال مصدر عسكري من جيش الفتح إن "مقاتلي المعارضة سيطروا على كراجات الراموسة ودوارها عقب مواجهات عنيفة سقط خلالها عشرات القتلى في صفوف قوات النظام والمليشيات المساندة لها، ما أدى إلى فتح الطريق أمام المقاتلين الآتين من الجنوب والمقاتلين المحاصرين في الأحياء الشرقية". وأوضح المصدر أن السيطرة على حي الراموسة الفاصل بين مواقع المعارضة داخل حلب وخارجها، بمثابة فرض حصار جديد على قوات النظام في أحياء حلب الغربية، مشيراً إلى أن المعركة ستستمر حتى السيطرة على مدينة حلب بشكل كامل. إذ لم يؤد فقط لفك الحصار عن الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها داخل المدينة، بل يجعل قوات النظام والأحياء الغربية الخاضعة لسيطرتها في حلب مُحاصرة تماماً، وخصوصاً بعدما فقد النظام طريق إمداداته الذي يمرّ بالراموسة.
وكانت المعارضة المسلحة قد أطلقت، مساء أول من أمس الجمعة، الجولة الثالثة من معركة كسر حصار حلب وسيطرت خلالها على كلية المدفعية، أكبر ثكنة للنظام، جنوبي المدينة، وكليات التسليح والبيانات ومبنى الضباط.
وتوالت طوال ساعات يوم أمس، السبت، الأنباء عن تفاصيل الهجوم الذي أعلنته فصائل المعارضة المسلّحة على الكلية الفنية الجوية، في منطقة الراموسة، جنوبي مدينة حلب، قبل أن تتمكن من السيطرة على دوار الراموسة. ولم يكن كسر حصار النظام على الأحياء التابعة للمعارضة ممكناً لولا نجاح الفصائل، منذ يوم الجمعة، في السيطرة على الكلية المدفعية وكتائب عسكرية عدة متاخمة لها، التي كانت أكبر عائق أمام تحقيق هدفها المتمثل بفَكّ الحصار عن الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها داخل المدينة.