التساؤلات المطروحة إزاء التصنيف المرتقب تتعلق بالانعكاسات والتأثيرات. فقد علق حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا بالقول ان من شأن ذلك أن يعزز معاداة الإسلام في الغرب وحول العالم.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر تشليك إن استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية يأتي تلبية لطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمقر الحزب، اعتبر تشليك أن الخطوة الأميركية المرتقبة "خطيرة وستكون بمثابة دعم لتنظيم الدولة".
وجاء في المؤتمر الصحفي "تحدثت بعض الصحف الأميركية عن أن ترامب سيلبي طلبا للسيسي بإعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية".
وأضاف أن حركة الإخوان ملتزمة بالديمقراطية والقوانين، وتنبذ العنف على الدوام، مما يعني أن تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية "خطوة خطيرة وستكون بمثابة فرصة بالنسبة لمنظمات إرهابية كداعش".
وقال إن القرار -الذي يعتزم ترامب اتخاذه- سيعزز معاداة الإسلام في الغرب وحول العالم، كما سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، وسيؤدي إلى تقديم الدعم الكامل للعناصر غير الديمقراطية.
وحذر السياسي التركي من أن إغلاق سبل المشاركة السياسية وحظر العناصر الديمقراطية سيؤدي لظهور عدد من التنظيمات الإرهابية بشكل خفي.
وقالت طهران إن واشنطن تدعم أكبر تنظيم إرهابي في المنطقة.
وانتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تلك المساعي، وقال إن الولايات المتحدة ليست في وضع يمكّنها من تسمية الآخرين بالمنظمات الإرهابية رافضا أي محاولة أميركية فيما يتعلق بهذا الأمر.
وقال للصحفيين إن الولايات المتحدة تدعم أكبر إرهابي بالمنطقة وهو إسرائيل، معتبرا أن "كل ما فعلته الولايات المتحدة حتى الآن هو زعزعة أوضاع المنطقة، ولا أذكر ولو حادثة واحدة لإسهام الولايات المتحدة في استقرار منطقتنا".
هدية ترامب للسيسي
وعلق مراقبون ان الخطوة تعد بمثابة هدية من ترامب للسيسي، حيث كان الأول قد التقى الأخير في واشنطن في التاسع من أبريل الماضي.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب من ترامب تصنيف الإخوان منظمة إرهابية.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب من ترامب تصنيف الإخوان منظمة إرهابية.
وبحسب الصحيفة، فإن من شأن القرار فرض عقوبات اقتصادية وقيود على السفر، وعراقيل واسعة النطاق أمام الشركات والأفراد ممن ينتمون أو يتعاملون مع الجماعة.
من جانبها، قالت جماعة الإخوان إنها ستواصل العمل السلمي بغض النظر عن تحركات إدارة ترامب.
وذكرت في بيان "مستمرون في العمل وفق فكرنا الوسطي السلمي وما نراه صحيحا في التعاون الصادق البناء لخدمة المجتمعات التي نعيش فيها بل وخدمة الإنسانية كلها".
وإذا ما تمت الخطوة، فهي تعني حظراً كاملا لأنشطة الجماعة في الولايات المتحدة وبدء تدابير للحد من نشاطها خارج البلاد وإمكانية ملاحقة بعض أفرادها عبر إصدار مذكرات توقيف دولية كما جرى لحركة طالبان، حسب طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
لكن يبقى من المبكر، وفق المتحدث، تخمين طبيعة الإجراءات الأمريكية، خاصة مع وجود فروع كثيرة للجماعة خارج مصر، وحول إذا ما كانت هذه الإجراءات ستمس الجماعة المركزية في مصر لوحدها أم حتى بقية أذرعها في الخارج.