فشل غير معلن لاتفاق السويد .. هذا ما يبدو عليه المشهد اليمني في جانب جهود الحل السياسي.
آخر ما تم في هذا الملف هو رفض الحوثيين الاتفاق الذي يقضي بانسحابهم من مينائي رأس عيسى والصليف مسافة خمسة كيلو مترات.
كان هذا اخر ما حاول رئيس الفريق الأممي الجنرال لوليسغارد انجازه، بعد ان تقلص الاتفاق من حل ملفات كالحديدة وتعز وتبادل الأسرى، إلى ان وصل الى تأخر القوات مسافة بسيطة.
تصريح لوليسغارد الأخير حمل فيه الحوثييين مسؤولية عدم تحقيق تقدم في خطة اعادة الانتشار، وقال الجنرال الدنماركي إنه سيبلغ الامم المتحدة ان مماطلة الحوثيين في تنفيذ الانسحاب هي سبب عدم تحقيق أي تقدم في الاتفاق.
اذا فشلت الخطوات البسيطة والكبيرة في اتفاق السويد، حتى ملف تبادل الاسرى، الذي كان يأمل عليه الكثير في تحقيق انفراجة انسانية تعد خطوة ثقة بين الاطراف، لم توف مليشيا الحوثي بالتزاماتها تجاهه.
أكثر من ثمانين يوما لم يتحقق فيها شيء بالمعنى الحرفي.. اجتماعات مكثفة في عمان والحديدة، وتغيير لقادة الفريق الاممي ورحلات مكوكية لمارتن غريفيث بين صنعاء والرياض والحديدة.
كل ذلك ذهب ادراج الرياح، لكن الغريب ان المبعوث الاممي لايزال يشكر الطرفين على التزامهم باتفاق السويد كما جاء في افادته الاخيرة في مجلس الامن!
وزير الخارجية خالد اليماني طالب المبعوث الاممي مارتن غريفيث بتحديد الطرف المعرقل للاتفاق، لكن غريفيث المتفائل كعادته، يتجه وفريقه إلى الاغراق في بنود وتفاصيل بعيدة عن جوهر الاتفاق.
تحركات وزير الخارجية البريطاني في المنطقة مؤخرا كان هدفها انقاذ اتفاق السويد كما قال، غير أن مليشيا الحوثي صعدت خطابها الاعلامي ضده ولا يبدو أنه سينجح في مهمته.
الحكومة ايضا رفضت تصريحات جيرمي هانت التي قال فيها ان المدينة والموانئ يجب ان تخضع لادارة قوات محايدة، وقال بيان الحكومة ان هذا تفسير غريب يبتعد كليا عن مفهوم اتفاق السويد.
اذا طريق مسدود وصل له اتفاق السويد، ولم تبق سوى رصاصة الرحمة لاعلان انتهائه، وترتيب الاطراف لخياراتها المفتوحة بعد طي صفحة السويد جوار صفحات سابقة نالت نفس المصير.