واعتبر ان اللجنة ستعمل للحد من تهريب السلاح وضمان أمن وسلامة الميناء وتدفق المواد التجارية لدعم استئناف دفع رواتب موظفي الدولة.
وكان المقترح السابق الذي قدمته الحكومة والتحالف تسليم إدارة الميناء لإشراف الأمم المتحدة، إلا ان المليشيا رفضت المقترح، وليس جديدا عمليات الرفض من قبلها لكل الجهود الأممية.
توقفت قوات الجيش الوطني على مشارف المحافظة بموجب ضغط الأمم المتحدة لإعطاء فرصة للسلام والحل السياسي بشأن ميناء الحديدة.
لكن الأمم المتحدة فتحت نوافذ جديدة للحل، ما يعني متاهات كثيرة بعد ان كان الحل في متناول اليد عبر قرار مجلس الأمن الواضح الذي يكفل استعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب.
ويحاول المبعوث الأممي اللعب على وتر مشاعر اليمنيين وجراحاتهم بتأكيده ان التوصل إلى اتفاق بشأن الحديدة سيمكن الأطراف اليمنية من اتفاق شامل ينهي الحرب.
كذلك حديثه عن استئناف دفع رواتب موظفي الدولة، وهو الجراح الأكبر الذي يضاهي آلام الحرب.
بات من الواضح ان التعقيد طال الملف اليمني، وليس موضوع ميناء الحديدة إلا هامش ضمن نوافذ وملفات كثيرة يعاني منها اليمنيين.
هناك عدن ومينائها البحري والجوي ومناطقها الحيوية والتي تحاول الإمارات فرض هيمنتها على القرار اليمني ليس في العاصمة المؤقتة وحدها، بل في معظم المحافظات الجنوبية والسواحل والجزر الإستراتيجية.
واستجاب المبعوث الأممي لضغوط المليشيا وتركيزها على ضرورة فتح مطار صنعاء، وكرس جهوده خلال الفترة الماضية للضغط من جانبه على التحالف والحكومة الشرعية.
ومبرره مثل كل مرة الوضع الانساني والذي يحضر أحيانا كدوافع مجزأة للمنظمة الدولية. وقد أحسنت الحكومة والتحالف عندما رمت الكرة في ملعب الأمم المتحدة، بحسب مراقبين.
ورفضت المليشيا هذا المقترح، كما تنصلت الأمم المتحدة من المهمة، مؤكدة أن هذه المسؤولية -سواء في ما يتعلق بإدارة المطار أو الإشراف على المجال الجوي- تقع على عاتق أطراف النزاع في اليمن وليس على المنظمة الدولية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أطراف النزاع تقع عليها مسؤولية ضمان حماية أرواح المدنيين، بما في ذلك السماح للطائرات بالدخول والخروج من خلال مختلف المجالات الجوية، وبشكل خاص للرحلات الإنسانية، سواء كانت لنقل من يحتاجون إلى العلاج للخارج أو السماح للسلع الإنسانية بالوصول.
مدينة تعز هي الأخرى تعاني وتعد أكثر المحافظات اليمنية دفعا لفاتورة الحرب. وبحسب وزير الخارجية في كلمته أمس أمام مجلس الأمن، المدينة تتعرض للقصف كل يوم وهناك أكثر من 4 آلاف قتيل من أبنائها.
وفيما كان المخلافي والمبعوث الأممي يتحدثان أمام مجلس الأمن عن تعز، كثفت المليشيا قصفها على الأحياء الشرقية للمدينة.
لم تأبه المليشيا ككل مرة للجهود الدولية وجلسة مجلس الأمن الدولي، والواضح ان كلمة ولد الشيخ والمخلافي شكلت عامل إحماء ونكاية من قبل قوات صالح ومليشيا الحوثي.
وفي ذات الجلسة، أعلن وزير الخارجية استعداد الحكومة لتقديم التنازلات من أجل السلام المستدام الذي يستحقه الشعب اليمني.
غير ان المنظمة الدولية تعود مثل كل مرة لتدعو أطراف الصراع لتقديم المزيد من التنازلات دون ان تحدد بوضوح الطرف الانقلابي على كل إجراءاتها ومقترحاتها بشأن السلام في اليمن.