بضائع مغشوشة
ليس الحاتمي معلم البلاط العاطل عن العمل وحده من يبحث عن كسوة العيد عند باعة الملابس المستخدمة فكثير من الناس صاروا لا يذهبون إلى معارض الملابس ، وأصبح الحراج الملاذ الوحيد لشراء كسوتهم ومستلزمات حياتهم.
يقول الحاتمي لـ " بلقيس " لم يكن لدي نية لشراء ملابس حتى من أثواب الحراج لولا أني لم اعد أجد ما البسه وصرت استحي وأنا امشي بين الناس بأثوابي المقطعة .
يقول الحاتمي لـ " بلقيس " لم يكن لدي نية لشراء ملابس حتى من أثواب الحراج لولا أني لم اعد أجد ما البسه وصرت استحي وأنا امشي بين الناس بأثوابي المقطعة .
وبنفس السوق يبحث عبدالقوي الرماح أمام أكوات معلقة على حامل حديدي على ملابس عيده ، ويدخل مع البائع في جدال طويل على سعر كل واحد منها.
يتشدد الرماح في الفحص لأنه وقع ضحية الغش عدة مرات فأحيانا يجد ثقوب من حروق السجائر أو تكون مقطعة في أماكن غير بارزة كما تأتي بعض الملابس بأكمام غير متساوية وبكثير من العيوب، بحسب ما يقوله لـ " بلقيس ".
ويؤكد أن الغش في الملابس المستخدمة كثيرا جدا ويخفي الباعة عيوبا لا تظهر إلا عند الوصول للمنزل أو اللبس.
وعلى عكس الرماح يتجه الناشري - موظف حكومي – إلى باعة الحراج على مضض ويلتفت إلي بضائعهم على استحياء وكأنه يتحاشى نظرات الناس ويخشى أن يراه زملائه أو أقاربه وهو يشتري الملابس المستخدمة.
يتردد الناشري في الكلام ، وبنبرة ممزوجة بالتذمر والألم يقول لا حب شراء الملابس المستخدمة لكنها الضرورة ، وأتمنى أن اذهب إلى شراء الملابس الجديدة من المحلات التجارية.
تزايد الطلب
في ظل ارتفاع الأسعار المستمرة يتجاوز سعر الثوب 12 ألف ريال في محلات الخياطة بينما لا يتجاوز سعره 3 الآف ريال في بسطات باعة الحراج و الباعة المتجولين .
وبأثوابه الملونة يلوح عبدالله بائع الحراج بسوق الحصبة للمارة بالأثواب المتدلية على كتفه ويدعو بإلحاح كل من يسير قربه إلى شرائها دون ملل أو يأس من الذين يمرون دون الالتفات لبضاعته.
وبأثوابه الملونة يلوح عبدالله بائع الحراج بسوق الحصبة للمارة بالأثواب المتدلية على كتفه ويدعو بإلحاح كل من يسير قربه إلى شرائها دون ملل أو يأس من الذين يمرون دون الالتفات لبضاعته.
ويقول عبدالله لـ " بلقيس " أن البضائع المعروضة بالحراج ليست كلها مستعملة وبعضها جديدة لكنها رديئة وليست بجودة ملابس المعارض وتتمزق أو يتغير لونها بعد فترة وجيزة ، وتعتبر البضائع المستخدمة أفضل منها في حالات كثيرة .
ويؤكد عبدالله الذي يعمل منذ سنوات في الحراج أن الإقبال على الملابس المستعملة ازداد خلال السنوات الأخيرة لان كثير من الناس فقدوا أعمالهم أو انقطعت مرتباتهم ولم يعد بمقدورهم شراء الملابس الجديدة .
وبالقرب منه يبيع علي العنسي الاكوات بأسعار تتراوح بين 3000 ريال إلى 5000 ريال متحديا أصحاب المعارض أن ينافسوا بضاعته أو أسعاره.
وبثقة شديدة يقول العنسي لـ " بلقيس " إن سعر الكوت المشابه لما يبيعه لن يقل عن 20 ألف ريال في المعارض وهذا ما يجذب الزبائن لشراء البضائع المستخدمة.
تنافس محموم
ويتوزع باعة الملابس في مختلف أسواق أمانة العاصمة طوال العام لكنهم خلال فترة ما قبل الأعياد ينتشرون بشكل أوسع ، وفي باب اليمن كان عادل الذبحاني والباعة المتجولون يتسابقون على القادمين إلى السوق ، وينظرون إلى أعينهم وكأنهم يتعرفون منها على من جاء للشراء.
يعمل الذبحاني مع مجموعة كبيرة من المتجولين مع تاجر جملة للثياب المستخدمة يستوردها من الصين وأوروبا ودول الخليج ثم يوزعها على تجار التجزئة والباعة المتجولين، بحسب ما يؤكده لـ " بلقيس ".
ويأخذ الذبحاني بضاعة محدودة ليبيعها ويسدد ثمنها للتاجر ليحصل على دفعة أخرى ولكن على الرغم مما يبذله من جهد في إقناع المارة بالشراء إلا انه يؤكد أن المبيعات هذا العيد ليست كما كانت عليه بعيد الفطر.
تتسع دائرة لابسي الثياب المستعملة مع استمرار الحرب كما تتسع المجاعة والنزوح والفقر لكن على الرغم من الإقبال على أسواق الحراج يبقى القلق من انتقال بعض الأمراض والأوبئة وخاصة الجلدية إلا أن الرماح يقول انه غسل الملابس قبل لبسها يكفي لتعقيمها والتخلص من الأمراض .