في حسابات الشرعية والتحالف تعد حيس مدينة محررة، لكنها أبعد ما تكون عن ذلك.
غير أن لأبناء حيس قصة تختزل كثيراً قصة أوجاع بلاد، أناسها واقعون بين مليشيا لا ترحم، وحلفاء لا يلقون اعتباراً للإنسانية وإن تظللوا بأسمها، فهي لا تزال عرضة للقصف شبه اليومي.
قذائف مدفعية الهاون والاسلحة الثقيلة لا تزال تطال مدينة حيس، تقتل البشر وتهدم المنازل وتقضي على أوجه الحياة.
المعاناة في حيس تبدو إنها تمضي بمعزل عن مباحثات غريفيت، أو حديثه أمام المجتمع الدولي، ففي اللحظة التي كان فيها جريفيت يدلي بإفادته، كان المدنيون يتلقون قذائف المليشيا.
مصابون مدنيون ومرضى بحميات اطفال وكبار السن ناهيك عن موجة الاسهال الحادة التي تغزوا الاطفال وهناك من يتم ارجاعهم من ابواب المستشفيات.
يخوض بعض المرضى وذووهم رحلة قاسية؛ اذ يحالون اولا إلى الخوخة، هناك حيث المستشفى الميداني أو مركز الملك سلمان، والذي يعجز عن استقبال الحالات نتيجة عدم وجود اسرة كافية.
يتم احالات المرضى الى مستشفى بلا حدود في المخاء ومن المخاء يتم احالة بعض الحالات الى عدن، وفي عدن تتعقد الأوضاع نتيجة الفقر وانعدام التسهيلات، مما يضطر بالكثير من الأسر تستسلم لأقدارها وتعود بطفلها لينتظر قدره.
يقول أبناء هذه المديريات أن ابرز المشاكل التي يعانون منها هي انعدام المياه النظيفة، ولم يتم حلها حتى اللحظة، فيما المياه المتوفرة ملوثة ببكتيريا.
في مديرية حيس وحدها بلغ عدد الوفيات مائة وسبعة وخمسين منذ انطلاق عاصفة الحزم منهم ستة وسبعون قتلوا بغارات التحالف، البقية سقطوا بقذائف الحوثي والألغام.
لم تحظ حيس بأي خدمات ولا تزال محاصرة من كل الجهات باستثناء اتجاه الخوخة،
حيس واجهة لمأساة انسانية إسمها الحديدة يكثر الحديث عنها لكنها احاديث لا تترك اثراً في سلام البشر.
معاناة يومية
الصحفي والناشط الحقوقي وديع عطا قال إن الوضع الحقوقي معقد جدا في منطقة حيس وقصص المعاناة يعايشها أبناء هذه المنطقة بشكل يومي، ولا يكاد يمر يوم أو ساعات إلا وهناك قصة من قصص المعاناة بسبب القذائف التي تتساقط بشكل يومي على المدينة من قبل مليشيا الحوثي التي تطوق حيس من جميع الجهات عدا المنفذ الغربي المؤدي إلى مديرية الخوخة.
وأضاف عطا خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء السبت (20 يوليو/تموز) أن مدينة حيس ضحية مزدوجة؛ ضحية حصار وإرهاب الحوثي، وضحية التحالف الذي يملك القدرة على تأمينها لكنه يرفض ذلك، رغم إدراكه أن مواقع ومتارس مليشيا الحوثي على بعد 500 متر من مركز المديرية.
وضع صحي معقد
وعن الوضع الصحي في حيس، قال عطا إن الوضع الصحي هناك قاتل جديد يضاف إلى عبء المواطن داخل المدينة؛ إذ لا يوجد بالمديرية سوى مستشفى وحيد لا تتوفر فيه الأدوات والإمكانيات للقيام بدوره على أكمل وجه.
وتحدث عطا عن رفض مستشفى الخوخة التي يلجأ إليها مواطني حيس من استقبالهم باستثناء جرحى المقاومة والقوات الحكومية، بسبب الطاقة الاستيعابية للمستشفى، مما يضطر بالسكان بالسفر إلى المخا لتلقي العلاج، وبالتالي تتضاعف معاناتهم.
غضب ضد التحالف
ولفت عطا إلى أن هناك حالة من الغضب والاحتقان داخل مدينة حيس ضد التحالف، وكان آخرها خروج مظاهرة لأبناء حيس تهتف ضد التحالف والشرعية بسبب مجزرة وقعت في إحدى المناطق بالمدينة، وعلى إثر ذلك تم اعتقال 15 شابا ولفق لهم تهم بالعمالة للحوثي وقطر.
ودعا عطا الناشطين والراصدين ووسائل الإعلام بالاهتمام بمعاناة سكان مدينة حيس.
ودعا عطا الناشطين والراصدين ووسائل الإعلام بالاهتمام بمعاناة سكان مدينة حيس.
توقف المستشفى
ومن جهته؛ قال مدير مستشفى حيس وائل حمنة إن المستشفى يستقبل أكثر من 300 حالة يوميا، مضيفا إلى أن اغلب الأقسام في المستشفى متوقفة، منها قسم التغذية، والصحة الإنجابية، وقسم العمليات وقسم الرقود.
وأضاف حمنة إلى أنهم طرقوا جميع الأبواب وقدموا مناشدات للجهات الحكومية والمنظمات الخاصة والهلال الأحمر الإماراتي لدعم المستشفى، داعيا التحالف العربي والمنظمات الدولية التدخل للتخفيف من معاناة سكان حيس.
وأضاف حمنة إلى أنهم طرقوا جميع الأبواب وقدموا مناشدات للجهات الحكومية والمنظمات الخاصة والهلال الأحمر الإماراتي لدعم المستشفى، داعيا التحالف العربي والمنظمات الدولية التدخل للتخفيف من معاناة سكان حيس.
وتحدث وديع عطا عن منع الإمارات لمنظمات قطرية وتركية من الوصول لهذه المناطق في محافظة الحديدة.