أسئلة كثيرة يمكن ان تتفرع عن هذين السؤالين، إذ ان الواقع والتقارير مخيفة وتؤكد أنها جاءت لتنافس المليشيا في الانتهاكات وزرع الفوضى والخراب.
وقبل ان تكشف تقارير حقوقية هذا الدور، كانت وسائل إعلامية قد أظهرت صور من عمليات تعذيب وحشية لمواطنين علي يد قوات أمنية في المحافظات الجنوبية، قالت المصادر حينها أن هذه القوات تتلقى الدعم والتدريب من الامارات.
كانت الصور صادمة، فالقوات التي جاءت تحت غطاء دعم الحكومة الشرعية ومحاربة تنظيم القاعدة وداعش، أضحت تمارس التعذيب والوحشية المفرطة بحق الأبرياء.
تمتلك سجون سرية، وتدعم قوات الحزام الأمني في عدن والنخبة الحضرمية في ممارسة الانتهاكات وإثارة الفوضى.
التقرير الصادر اليوم عن منظمة هيومن رايتس ووتش مثير للفزع. يؤكد التقرير دعم الإمارات لقوات أمنية احتجزت تعسفا وأخفت قسرا عشرات الأشخاص خلال عمليات أمنية.
وأفادت تقارير في وقت سابق وهو ما أكده التقرير بأن الإمارات تدير بعض هذه المعتقلات وأنها نقلت بعض المحتجزين المهمين خارج البلاد بما في ذلك إلى قاعدة لها في إريتريا.
ويشير التقرير إلى ان الإمارات تمول وتسلح وتدرب بعض القوات التي تحارب في الظاهر تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش.
وتؤكد سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس "لا يمكن محاربة جماعات متطرفة مثل القاعدة وداعش بنجاح عبر إخفاء عشرات الشبان والاستمرار في زيادة عدد الأسر التي تفقد أقارب لها في اليمن.
وتدعو مسؤولة المنظمة الإمارات وشركائها إلى التركيز على حماية حقوق المحتجزين في حملاتها الأمنية إن كان يهمها استقرار اليمن على المدى الطويل.
لكن من يهتم بهذه الدعوات، فالمؤشرات لا تبشر بخير وزراعة الفوضى هي الغالبة في المحافظات الجنوبية.
تمتلك الإمارات على الأقل مركزي احتجاز غير رسميين، بحسب التقرير.
ويضيف "يبدو أن مسؤوليها أمروا بالاستمرار في احتجاز الأشخاص رغم صدور أوامر بإطلاق سراحهم، وأخفوا أشخاصا قسرا، وأفادت تقارير بأنهم نقلوا محتجزين مهمين خارج البلاد".
وثقت هيومن رايتس ووتش حالات 49 شخصا، من بينهم 4 أطفال، تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الإخفاء القسري في محافظتي عدن وحضرموت العام الماضي.
أما طريقة التعذيب فهي صادمة. حيث تفيد الشهادات التي أوردها التقرير أن بعض المحتجزين تعرضوا للانتهاكات أو التعذيب داخل المعتقلات، غالبا بالضرب المبرح حيث استخدم عناصر الأمن قبضاتهم أو أسلحتهم أو أغراضا معدنية أخرى.
كما ذكر آخرون أن قوات الأمن تستخدم الصعق بالكهرباء والتجريد من الملابس وتهديدات المحتجزين وأقاربهم والضرب أخمص القدمين.
قال رجل زار طفلا من أسرته في معتقل في عدن إنه "بدا مجنونا" عندما خرج من زنزانة مزدحمة. واختفى الطفل فيما بعد من ذلك المعتقل.
ويسرد التقرير شهادات كتبها رجلان احتجزا في مقر المخابرات الأمنية والقصر الرئاسي ومطار الريان. وصفت الشهادات سوء المعاملة، منها الضرب والتعريض لدرجات الحرارة الباردة، والشتائم والتهديدات بالقتل والاعتداء الجنسي، بما فيه الإجبار على التعري والتهديد بالاغتصاب.
ليس هذا التقرير هو الوحيد، بالتزامن مع صدوره اليوم، كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن وجود شبكة سجون سرية في اليمن تديرها دولة الإمارات ويخضع فيها المعتقلون لصنوف مختلفة من التعذيب.
وقالت الوكالة إنها وثقت ما لا يقل عن 18 سجنا سريا وتحققت من حوادث لاختفاء مئات الأشخاص في هذه السجون السرية بعد اعتقالهم بشكل تعسفي في إطار ملاحقة أفراد تنظيم القاعدة.
وبحسب المعلومات التي أوردتها الوكالة، فإن هذه السجون كانت تشهد حالات تعذيب وحشية تصل إلى حد "شواء" السجين على النار.
وأوضح تحقيق أسوشيتد برس أن هذه السجون توجد داخل قواعد عسكرية ومطارات وموانئ يمنية عدة، بل حتى في مبان سكنية.
وقبل ذلك، كانت منظمة سام للحقوق والحريات -ومقرها جنيف- قد كشفت عن سجون سرية في عدن والمكلا وسقطرى وحضرموت تدار خارج القانون من قبل تشكيلات عسكرية خارجة عن سيطرة السلطة الشرعية.
مضيفة أن هذه التشكيلات تشرف عليها قوات إماراتية.
وقال مسؤول الرصد في المنظمة الحقوقية توفيق الحميدي إن لدى منظمته كافة الوثائق والدلائل التي تثبت ما جاء في التقرير، مؤكدا أن اتهام هذه القوات قائم على أدلة وحقائق وثقتها فرق رصد ميدانية تابعة للمنظمة الحقوقية.
وأضاف في تصريحات صحفية أن منظمته وثقت 450 اسما في عدن والمكلا، منهم من تمت تصفيتهم ومنهم من تعرضوا للتعذيب.
مضيفة أن هذه التشكيلات تشرف عليها قوات إماراتية.
وقال مسؤول الرصد في المنظمة الحقوقية توفيق الحميدي إن لدى منظمته كافة الوثائق والدلائل التي تثبت ما جاء في التقرير، مؤكدا أن اتهام هذه القوات قائم على أدلة وحقائق وثقتها فرق رصد ميدانية تابعة للمنظمة الحقوقية.
وأضاف في تصريحات صحفية أن منظمته وثقت 450 اسما في عدن والمكلا، منهم من تمت تصفيتهم ومنهم من تعرضوا للتعذيب.
ووثقت المنظمة في تقريرها ثمانية معتقلات، منها معتقل خور مكسر، ومعتقل معسكر العشرين في منطقة كريتر بالقرب من المقر الرئيسي المؤقت للحكومة الشرعية، ومعتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة والذي كان يقوده قائد عوضته القوات الإماراتية بآخر، ومعتقل بير أحمد وهو مزرعة استؤجرت لإقامة سجن فيها، ومعتقل معسكر الإنشاءات وتعرض فيه ضحايا للتعذيب من قبل قوات تتبع الحزام الأمني، ومعتقل معسكر الإنشاءات (معسكر الإسناد والدعم) التابع لأبو اليمامة، ومعتقل في منطقة البريقة، ومعتقل في قرية الظلمات وهي منطقة خلف البريقة.
كما رصدت المنظمة معتقلات أخرى في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت والتي يشرف عليها عسكريون إماراتيون وتمارس فيها أنواع مروعة من الانتهاكات التي وثقتها المنظمة.
وأهم هذه المعتقلات معتقل الريان، ويقع داخل مطار الريان ويعد من أشهر المعتقلات غير القانونية، ومعتقل ميناء الضبة، ومعتقل ربوة في مديرية المكلا، ومعتقل القصر الجمهوري، ومعتقل غيل بن يمين، ومعتقل جزيرة سقطرى، وهو سجن أنشئ حديثا من قبل قوات الإمارات في جزيرة سقطرى.
لا شك ان هذه التقارير تضع قوات التحالف في اليمن بشكل عام في مأزق أخلاقي، وهي تذكر بتلك الانتهاكات التي تمارسها القوات الغازية في عدد من البلدان.
أهداف التحالف كانت واضحة، غير ان ممارسات القوات الإماراتية تضع أكثر من علامة استفهام، وتدلل على أسباب تأخر عملية الحسم العسكري وتضاعف وتعمق مأساة اليمنيين.
أهداف التحالف كانت واضحة، غير ان ممارسات القوات الإماراتية تضع أكثر من علامة استفهام، وتدلل على أسباب تأخر عملية الحسم العسكري وتضاعف وتعمق مأساة اليمنيين.