يأتي ذلك تحديا واضحا للسيادة الوطنية، وانتهاكا لها، ولتأكيدات محافظ سقطرى، رمزي محروس، والذي أكد قبل أيام، بعدم السماح بإنشاء أحزمة أمنية خارج أجهزة الدولة في الجزيرة.
وبحسب وكالة رويترز، اتهمت الحكومة اليمنية الإمارات بارسال نحو 100 جندي انفصالي إلى الجزيرة بعد تلقيهم التدريبات في عدن.
وقال مصدرين في الحكومة ان المقاتلين الانفصاليين وهم ضمن دفعة مكونة من 300 جندي، وصلوا إلى الجزيرة عبر سفينة تابعة للبحرية الإماراتية.
وليست المرة الأولى التي تجأر حكومة الرئيس هادي بالشكوى من تحركات القوات الإماراتية في سقطرى، فقد اتهمت الحكومة، العام الماضي، الإمارات بالسيطرة على الجزيرة، بعدما أنزلت دبابات وقوات هناك.
لكن يختلف الموقف الحكومي هذه المرة أنه أقل حدة من السابق.
ففيما زار رئيس الحكومة السابق، أحمد عبيد بن دغر الجزيرة في ذروة الأزمة مع الإمارات، ورفعت الحكومة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن بشأن تدخلات الإمارات.
لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الحكومة. ويبدو ان رئيس الحكومة السابق، بن دغر، دفع ثمن موقفه ذاك بعد قرار استقالته المهين في وقت لا حق.
ذهب بن دغر إلى الجزيرة وشارك أبنائها الرقص، حيث تفاعل معه محافظ المحافظة وبعض الوزراء والمسؤوليين المحليين وسط هتافات ترحيبية.
وبحسب ناشطون، فإن أهالي المدينة تحركوا باتجاه مطار وميناء المدينة من أجل طمس وإزالة جميع أعلام وشعارات الإمارات وقاموا باستبدالها بعبارة "سقطرى يمنية".
تصعيد حكومة بن دغر
وذهبت الحكومة اليمنية إلى أبعد من ذلك، حين وجهت في 10 مايو 2018م، رسالة الى مجلس الأمن الدولي، تشتكي فيها التصعيد الاماراتي في الجزيرة.
وبحسب الرسالة فإن الحكومة اعتبرت الوجود الإماراتي بسقطرى "عملا عسكريا غير مبرر".
وأكدت الرسالة أن "الوجود الإماراتي في سقطرى يعكس الخلاف مع التحالف"، مشيرة إلى ان ذلك التواحد له آثار سلبية عدة.
وبحسب الرسالة فإن الحكومة اعتبرت الوجود الإماراتي بسقطرى "عملا عسكريا غير مبرر".
وأكدت الرسالة أن "الوجود الإماراتي في سقطرى يعكس الخلاف مع التحالف"، مشيرة إلى ان ذلك التواحد له آثار سلبية عدة.
واعتبرت الرسالة سيطرة الإمارات على مطار وميناء سقطرى "مخالفة لمبادئ التحالف"، منوهة إلى ان جوهر خلاف الحكومة مع الإمارات يتمحور حول "السيادة الوطنية وغياب التنسيق".
ودفعت هذه الأحداث السعودية للتدخل ونزع فتيل التوتر، حيث وصلت لجنة وساطة إلى الجزيرة ، وأسفرت جهودها عن انسحاب القوات الإماراتية.
وبحسب مصادر إعلامية حينها، غادرت دفعة من القوات الإماراتية جزيرة سقطرى على متن ثلاث طائرات عسكرية.
الأهم ان التصعيد الحكومي، أجبر الإمارات على الاعتذار وتأكيد اعترافها بسيادة اليمن على الجزيرة. وبعثت أبو ظبي برسالة إلى الأمم المتحدة، تؤكد بأن ما حدث "سوء فهم سببه سوء الإبلاغ حول بعض التدابير الثانوية التشغيلية".
ولفتت الإمارات أن عملياتها في جزيرة سقطرى تتوافق بشكل كامل مع عملياتها في مناطق أخرى من اليمن.
مؤكدة اعترافها بسيادة حكومة اليمن الشرعية والشعب اليمني دون قيد أو شرط على الجزيرة. وأضافت الرسالة "ليس لدى الإمارات أي نية أو طموح للحفاظ على وجود طويل الأمد في جزيرة سقطرى".
هل ترضخ الحكومة الحالية؟
ولا يوجد حتى الآن ما يؤشر على تصعيد حكومي مماثل. رغم ان عبث الإمارات وانتهاكاتها للسيادة زادت عن السابق.
ولا يوجد حتى الآن ما يؤشر على تصعيد حكومي مماثل. رغم ان عبث الإمارات وانتهاكاتها للسيادة زادت عن السابق.
وتعد خطوة إنشاء قوات حزام أمني في الجزيرة مرئية في مناطق أخرى من المحافظات الجنوبية، إذ تعتبر ذراعا عسكرية للإمارات وخارج سيطرة الدولة.
محافظ أرخبيل سقطرى، رمزي محروس قال خلال لقاء موسع مع أبناء الجزيرة قبل أيام إن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية لن تسمح بوجود أحزمة أمنية أو تشكيلات مسلحة خارج أجهزة الدولة.
وأكد محروس أن السلطة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المحافظة.
ودعا المشايخ والأعيان إلى الوقوف صفا واحدا إلى جانب الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والسلطة المحلية في المحافظة، ضد أي تشكيلات عسكرية خارجة عن النظام والقانون.
وعاد وزير الداخلية، أحمد الميسري، لنقد تحركات الإمارات في الجزيرة، حيث قال إن عليها التركيز على قتال الحوثيين.
موضحا ان شراكة اليمن مع التحالف بقيادة الإمارات والسعودية هي في الحرب على الحوثيين وليست الشراكة في إدارة المناطق المحررة.
وبوتيرة متصاعدة، لا يتردد وزير النقل، صالح الجبواني، عن اتهاماته للإمارات بالسيطرة على الموانئ والمطارات في المناطق المحررة.
وخلال الأسبوع الماضي، انتقد الجبواني عرقلة الامارات لطائرات الخطوط الجوية اليمنية التي تسير رحلات إضافية لنقل مواطنين يمنيين جرحى من الهند إلى عدن.
لكن، هل يمكن ان تشهد العلاقة مزيدا من التصعيد والتصحيح؟ أم تكتفي الحكومة اليمنية هذه المرة بتصريحات هؤلاء المسؤولين، وترضخ للضغوط الإماراتية؟