تلك الأيام التي تناضل فيها المرأة اليمنية وحيدة في رصيف الشوارع التي حفظت اسمها وصوتها جيدا وهي تهتف بحرية أبنائها منذ أكثر من خمس سنوات متواصلة، وبشكل يومي.
أو في المدارس والمستشفيات وهي تقوم بواجبها مضاعف دون أي مقابل مادي.
أو في المنزل حين تنتزع الحياة من جسدها الضعيف والمتهالك لتزرعها في أطفالها على هيئة جرعات مضاعفة من القوة والتضحية، والأمان بعد فقدان عائلها في جبهات القتال أو في غياهب السجون المظلمة.
تعاني النساء في اليمن واقعا مرا وظروفا قاسية تظافرت على صناعتها سياسات أطراف الحرب المختلفة كما ذكر تقرير صادر عن منظمة سام للحقوق والحريات فالمرأة في أغلب مناطق الجمهورية تعيش بدون خدمات وتعاني في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية.
أعوام خمسة ملطخة بدم أكثر من ثمانمائة امرأة قتلن في الحرب وأكثر ألف وستمائة امرأة مصابة تضيف المنظمة
بالإضافة إلى العدد الهائل للنساء النازحات اللاتي تركن لقسوة التشرد والفاقة.
السماء الملبدة بالبارود، والأرض الملغومة بالرصاص والعبوات الناسفة والقذائف عجزت عن هزيمة المرأة اليمنية.. المرأة التي قهرت الظروف ونبتت من بين الرماد ايقونة للحياة.. تبتسم في تعب وتواصل رحلتها بصبر مرير وبإرادة لا تنكسر.