تغريدات بن دغر تثير الجدل.. "عفو من لا يملك لمن لا يستحق"

  • معد التقرير: شاكر أحمد خالد
  • 22,ديسمبر 2017
"عفو من لا يملك لمن لا يستحق"، هكذا كانت ردود أغلب المعلقين على تغريدات جديدة لرئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر.

كان بن دغر يتحدث عن لقاءاته الأخيرة مع الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر، وان الأول قال أثناء حديثه عن نجل الرئيس السابق " أحمد علي منا ونحن منه، وعفى الله عما سلف".

ورد اسم أحمد علي ضمن قائمة العقوبات الدولية والقرار 2216  تحت الفصل السابع، وهو القرار الجوهري والذي يتعين على الحكومة حشد كل القنوات الدبلوماسية لتنفيذه.

عوضا عن ذلك، جاءت تصريحات بن دغر لتثير الجدل والتساؤلات في هذا الظرف الذي تخوض فيه قوات الجيش الوطني معارك الحسم مع مليشيا الحوثي.

الفضائع التي ارتكبتها قوات نجل صالح منذ 2011م وحتى الآن مروعة، وذلك ما أثار استغراب المراقبين والمتابعين، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.

قال بن دغر كلاما مهما مثل حديثه عن أهمية وحدة حزب المؤتمر والحرص على عدم تشظيه وانشقاقه، وضرورة توحد أعضائه خلف الشرعية التي يمثلها الرئيس هادي.

كذلك استشعاره لخطورة ما تقوم بها مليشيا الحوثي في صنعاء من انتهاكات وتوجهاتها لشق الحزب وإمكانية تقديم نسخة مشوهة منه.
 

إلا ان إطلاقه صكوك العفو والغفران عن جرائم مريعة ضد المدنيين ومعمدة بقرار دولي، لم تكن متوقعة.

كثيرا ما أعاد مراقبون تأخر الحسم العسكري في جبهات القتال مع المليشيا الانقلابية إلى تفشي الفساد في الحكومة الشرعية والتي لا يتورع البعض في اعتبارها وجها آخر للنظام السابق.

يتذكر هؤلاء الوقفات المطولة لرئيس الحكومة بن دغر مع الرئيس السابق في ميدان السبعين وهمساته في أذنه حين كان يهاجم المعتصمين في ساحة التغيير بقسوة.

هي سوابق لا تبشر إذا بسيرورة جيدة لمعركة الحسم الفاصلة مع مليشيا الحوثي.
لكن العفو عن دماء الضحايا لا يملكه إلا أسرهم المكلومة وضمن عدالة انتقالية تشمل جميع المتضررين.
 

أبعد من تغريدات بن دغر، الترتيبات التي تسعى لها دولة الإمارات لتهيئة نجل صالح لخلافة والده، وهو ما يثير المخاوف من أي دور مساعد في هذا الاتجاه من داخل صفوف الشرعية.

صحيح ان مقتل والده بتلك الطريقة الشنيعة، استدعت بيانات إقليمية ودولية متعاطفة ومتوحدة ضد الحوثيين. لكن الأهم هو استغلال اللحظة لإستعادة الدولة وتصحيح الخطيئة التاريخية التي ارتكبها والده بدل مكافأته.