لقد شكلت السعودية تحالف في مارس/ أذار 2015م من عشر دول، اليمن ليس جزء من هذا التحالف، وشكلت لجنة أخرى من أربع دول هي السعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا، واليمن عبارة عن مستمع فقط لا يحق له الاعتراض.
وقبول اليمن بهذا الخلل من البداية جعل من هذه الدول وصي عليها بصورة مباشرة وفجة، وتقلص التحالف بعد عامه الأول من عشر دول إلى دولتان فقط. والقول، بأن قطر كانت تعرقل الاستفراد بالقرار بين الإمارات والسعودية، فتم إخراجها: قول صحيح تؤكده الأحداث والوقائع بل ونتائج التحالف بعد خمس سنوات من الخيبات والهزائم.
بقيام التحالف تم اختطاف اليمن، ومع بدء العمليات العسكرية للتحالف وإبقاء قيادة الدولة خارج البلاد تم اختطاف قرار الشرعية. وحتى اليوم رغم ما تفعله الإمارات من انقلاب واضح على الشرعية وقيادة حرب مفتوحة على اليمن، ومحاولة تقسيمها بالقوة، فاليمن قراره لا يزال مرتبط بالسعودية 100%.
لقد مارست الإمارات هذا العهر وهذا الخراب كله؛ كونها تشعر أنها شريك في الوصاية على هذه اليمن، وترى أن لها كامل الحق فيما تفعل ولا تسائل أو تحاسب على ذلك، بل يشعر الإماراتيون اليوم بكثير من الاستغراب من هذا الاعتراض اليمني الهائج ضد أفعالهم، وهنا: سيفعل السعوديون في المستقبل ذات الأمر إذا شعروا أن اليمنيين سيقفون ضد مصالحهم أو يحاولون إعادة قرارهم السيادي.
وبالتالي: اعتراض السعودية اليوم على الإمارات هو اعراض على مصالحها في المقام الأول، وليس على مصالح اليمنيين، فقد سمحت للإمارات أن تعربد وتؤسس مليشيات مسلحة وتحارب أحزاب ومكونات سياسية، وتضعف الدولة وتهين رجال الشرعية، وتفعل ما تشاء على مدى سنوات، بمباركة ودعم وغض الطرف في أحايين كثيرة، مع مطالبة من الشرعية بمزيد من الصبر، وعندما اقتربت الإمارات من مصالح السعودية فعلياً وشهرت بشيء من التهديد حاولت أن تجير الشرعية والشعب اليمني بالكامل لصالحها ضد الإمارات.