وثمة مقال حديث نشره الموقع الإخباري النرويجي "فيردينز غانغ"، والذي ذكّرني فقط بحقيقة أنه عندما غطى الأحداث، فإنه كان على اتصال مع عضو مجهول في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأثارت المقالة التي كتبها ايرلند اوفت ارنستين بعض النقاط المثيرة للاهتمام –ليس أقلها اقتراح أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن تخلى عن مهمة شن هجمات في الغرب.
وكان مراسل "فيردينز غانغ" ايرلند اوفت ارنستين، قد ارتبط مع العضو المجهول في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال وسيط في صحيفة "المسرى"، النشرة التي يصدرها تنظيم أنصار الشريعة في اليمن.
وكان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد استخدم، تاريخياً، اسم "أنصار الشريعة"، في إطار جهوده المحلية لإخفاء ارتباطاته بتنظيم القاعدة، وعرض نفسه كاتجاه سائد.
وذلك، شكل العامل في صحيفة "المسرى" قناة منطقية يتم من خلالها مقابلة شخص يدعي بأنه قائد في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
كان هناك هدف واحد يدفع عمل آرنتسين: تعقب جهادي نرويجي، هو كاميرون أوستنسفيغ ديل.
وذكر أن ديل كان قد سافر عدة مرات إلى اليمن منذ العام 2008.
وفي العام 2011 زعم أنه انتقل إلى اليمن ليصبح صانع قنابل لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية
قالت وزارة الخارجية الأميركية، إلى جانب الأجهزة الأمنية للشرطة النرويجية لأرنستن في مقابلات أخيرة، إنهما تعتقدان بأن ديل ما يزال على قيد الحياة، وإنه يعيش في اليمن
.
وبعد ثلاثة أعوام، صنفته وزارة الخارجية الأميركية إرهابياً عالمياً مصنفاً بشكل خاص.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إلى جانب الأجهزة الأمنية للشرطة النرويجية لأرنستن في مقابلات أخيرة، إنهما تعتقدان بأن ديل ما يزال على قيد الحياة، وإنه يعيش في اليمن.
لكن صلة المراسل الصحفي في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، نفى أي علم له بحيثيات ديل. وبالكاد يكون هذا النفي مدعاة للمفاجأة؛ فإذا كان ديل ما يزال يعمل مع المجموعة، لن يكون ذلك الرجل في التنظيم شغوفاً بمساعدة أولئك الذين يأملون في تعقبه واعتقاله، أو قتله.
بعد كل شيء، تشكل الضربات الجوية مصدر قلق دائم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي فقد العديد من قادته الرفيعين -بمن فيهم مؤسس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ناصر الوحيشي، في عمليات أميركية.
وبالإضافة إلى ذلك، رفعت واشنطن من وتيرة غاراتها الجوية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) الماضي.
ووفق وزارة الدفاع الأميركية، فقد نفذت الولايات المتحدة 70 ضربة جوية ضد المجموعة الجهادية في الفترة ما بين 28 شباط (فبراير) و2 نيسان (أبريل) –وهو رقم متأرجح إذا أُخذ بعين الاعتبار الرقم الذي تضعه مجلة "ذي لونغ وور جورنال"، التي تقول أنه الأعلى عدداً للضربات الجوية الأميركية في اليمن في عام واحد، والذي وقف عند 41 ضربة في العام2009.
وبعد ثلاثة أعوام، صنفته وزارة الخارجية الأميركية إرهابياً عالمياً مصنفاً بشكل خاص.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إلى جانب الأجهزة الأمنية للشرطة النرويجية لأرنستن في مقابلات أخيرة، إنهما تعتقدان بأن ديل ما يزال على قيد الحياة، وإنه يعيش في اليمن.
لكن صلة المراسل الصحفي في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، نفى أي علم له بحيثيات ديل. وبالكاد يكون هذا النفي مدعاة للمفاجأة؛ فإذا كان ديل ما يزال يعمل مع المجموعة، لن يكون ذلك الرجل في التنظيم شغوفاً بمساعدة أولئك الذين يأملون في تعقبه واعتقاله، أو قتله.
بعد كل شيء، تشكل الضربات الجوية مصدر قلق دائم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي فقد العديد من قادته الرفيعين -بمن فيهم مؤسس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ناصر الوحيشي، في عمليات أميركية.
وبالإضافة إلى ذلك، رفعت واشنطن من وتيرة غاراتها الجوية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) الماضي.
ووفق وزارة الدفاع الأميركية، فقد نفذت الولايات المتحدة 70 ضربة جوية ضد المجموعة الجهادية في الفترة ما بين 28 شباط (فبراير) و2 نيسان (أبريل) –وهو رقم متأرجح إذا أُخذ بعين الاعتبار الرقم الذي تضعه مجلة "ذي لونغ وور جورنال"، التي تقول أنه الأعلى عدداً للضربات الجوية الأميركية في اليمن في عام واحد، والذي وقف عند 41 ضربة في العام2009.
وفي غضون أكثر قليلاً من شهر، ضاعفت الولايات المتحدة سجلها تقريباً، وشنت على الأقل تسع ضربات جوية أخرى منذ 3 نيسان (أبريل). وجاء الرفع غير المسبوق لوتيرة العمليات فوق اليمن في أعقاب غارة نفذتها قوات كوماندوز ضد موقع لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في محافظة البيضاء يوم 29 كانون الثاني (يناير)، والتي أسفرت عن مصرع جندي من القوات البحرية الأميركية، من وحدة الفقمة، بالإضافة إلى مقتل عدة أعضاء من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وعدد من المدنيين. وذكر أن العملية أدت إلى استخلاص كمية كبيرة من المعلومات الاستخبارية
أسفر الهجوم في البيضاء عن مصرع جندي من القوات البحرية الأميركية من وحدة الفقمة بالإضافة إلى مقتل عدة أعضاء من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وعدد من المدنيين
تضع واشنطن صانعي القنابل في المجموعة الجهادية بشكل خاص في مكان بارز من قائمة استهدافها بسبب تورطهم في سلسلة من الهجمات ضد طائرات أميركية. لذلك، فإن من شبه المؤكد أن يكون أشخاص مثل ديل متوارين عميقاً في الخفاء، وحيث مواقعهم غير معروفة حتى للعديد من رفاقهم الأعضاء في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ومن الناحية النظرية، ثمة احتمال بأن يكون ديل قد قتل خلال الأشهر القليلة الماضية في ضربة جوية، مع أنه لو قتل، لكان تنظيم القاعدة قد نعاه بدلاً من نفي علمه بمكان تواجده. وقد يكون مصدر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية صادقاً حول فقدان الاتصال مع ديل أيضاً؛ ففي العام 2015، انشقت مجموعة من الجهاديين عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لتشكيل فرع لتنظيم "داعش" في اليمن، ومن الممكن أن يكون ديل من بينهم.
الحلفاء القبليون فوق القوى الغربية؟
ربما يكون الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في مقال آرنتسين مع ذلك، هو زعم قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أن مجموعته لم تعد تستهدف الغرب. ووفق المجهول الذي أجريت معه المقابلة، فقد دخل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اتفاقية مع القادة القبليين المحليين للامتناع عن شن أي هجمات جديدة في الغرب، في مقابل تأمين المأوى لأفراد التنظيم
ربما يكون الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في مقال آرنتسين مع ذلك، هو زعم قائد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أن مجموعته لم تعد تستهدف الغرب
للوهلة الأولى، قد تبدو هذه صفقة غريبة، لكنها تبدو معقولة تماماً من الناحية الفعلية عند أخذها في السياق. فمن ناحية، لطالما عمل تنظيم القاعدة بجد لكسب دعم القبائل في اليمن، وضرب مثالاً بالعديد من الطرق على كيفية عمل ذلك، والذي اتبعه عدد من فروع تنظيم القاعدة في تونس وليبيا وسورية. وفي الحقيقة، في العديد من الحالات، يكون قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إما أعضاء في القبائل نفسها -كما كان حال أنور العولقي- أو متزوجين منها. وبالإضافة إلى ذلك، وعبر استخدام أسماء للتغطية مثل "أنصار الشريعة"، كافح تنظيم القاعدة في شبه الجزية العربية لتصوير نفسه على أنه بديل جهادي أكثر اعتدالاً من "داعش". وحتى عندما استولت على أراضٍ في اليمن، امتنعت المجموعة عن فرض أشكال قاسية من الشريعة؛ بل إنها كثيراً ما تقدم خدمات اجتماعية وتعليمية للسكان المحليين. ومع أن جهودها لم تسر دائماً على ما يُرام -في المكلا على سبيل المثال، ابتهج السكان عندما تم طرد تنظيم القاعدة من المدينة- لكن التنظيم شهد نجاحاً أكبر بين ظهراني القبائل الأكثر محافظة في مناطق اليمن القصية. وعلى أمل تقوية هذه الوشائج، بعث تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مقاتلين لمساعدة القبائل في صد هجمات شنها عليهم الثوار المتمردون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
مع ذلك، لم يكن تواجد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مفيداً للقبائل بشكل كامل. فمع الجهاديين، جاءت الضربات الجوية ضدهم والتي أسفرت عن مقتل العديد من القادة القبليين المرتبطين مع المجموعة. لذلك، لا عجب أن تكون القبائل قد طلبت من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تجنب اجتذاب المزيد من انتباه الولايات المتحدة. كما أنه ليس من غير الاعتيادي أن تختار المجموعة روابطها القبلية وتؤثرها على استهداف أعدائها الغربيين؛ فقد تبع تنظيم القاعدة ككل على نحو نمطي النموذج "البن لادني" الذي ينظر إلى الكفاح الجهادي على أنه حرب طويلة. وتقول هذه الأيديولوجية أنه من المستحيل تأسيس حاكمية إسلامية موثوقة بموجب الشريعة الإسلامية ما لم يتم طرد الولايات المتحدة وحلفائها من العالم الإسلامي. وتكمن الخطوة الأولى في هذا النموذج من التمرد الطويل في جلب الغرب للدخول في الصراعات الجارية في الشرق الأوسط. وكان أسامة بن لادن قد سعى إلى تحقيق ذلك عبر شن هجمات ضد مؤسسات الغرب -أولاً تفجيرات السفارتين الأميركيتين في شرق إفريقيا ثم هجمات 11/9- ونجح بوضوح في ذلك. وتنشط الولايات المتحدة وشركاؤها في الائتلاف راهناً في مهاجمة حركات التمرد الجهادية من الساحل إلى أرخبيل سولو. ونتيجة لذلك، نقلت "القاعدة" معظم انتباهها إلى تقوية فروعها المحلية وشركائها الأجانب وتزويدهم بالمعدات بدلاً من تنفيذ هجمات كبيرة فيما وراء البحار. ولذلك، فإن الحكم على فعالية المجموعة سيتطلب أكثر من مجرد تقييم قدرتها على شن عمليات ناجحة في الغرب ببساطة.
وقوع على آذان صماء
بينما يعمل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من أجل تقوية قاعدة عملياته ونفوذه في اليمن، فإن الحرب الأهلية في البلد لم تظهر أي علامة على التوقف.
ويوم 18 نيسان (أبريل) الماضي، دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى التوصل إلى صفقة برعاية الأمم المتحدة لوضع حد للصراع. ولكن، حتى لو تم التوصل إلى هذه الصفقة، فستبقى هناك العديد من الصدوع السياسية في اليمن والتي يجب أن تعالج -حتى بين الحلفاء. وعلى سبيل المثال، يصطف الحوثيون حالياً مع أنصار علي عبد الله صالح ضد حكومة الرئيس المحاصر عبد ربه منصور هادي، لكنهم ليسوا حلفاء سهلين في أفضل الحالات. وكان صالح نفسه قد خاض عدة حروب ضد الحوثيين خلال فترات رئاسته، كما أن الدعم الشعبي للحوثيين يضعف راهناً في صنعاء نظراً لأن الظروف الإنسانية والاقتصادية في عموم البلد قد ساءت.
وفي الأثناء، لا تقدم حكومة هادي أداء أفضل.ويعمل أنصاره حالياً مع حزب الإصلاح (الفرع اليمني من الإخوان المسلمين) ومع عدة فصائل من الحراك الجنوبي –وهما مجموعتان لهما مصالح مختلفة جداً وتجمعهما فقط كراهتهما للحوثيين وصالح. وفي الأثناء، تستمر فروع "داعش" في اليمن بالعمل كبطاقات وحشية، حيث تهاجم المساجد التي لا تبشر بنسختها من الإسلام، سوية مع مهاجمة سلسلة من الأهداف العلمانية
بينما يعمل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من أجل تقوية قاعدة عملياته ونفوذه في اليمن، فإن الحرب الأهلية في البلد لم تظهر أي علامة على التوقف
باعتبار أن اليمن سيظل رهن الفوضى العارمة لبعض الوقت، يمكن أن يثبت تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أنه حليف قيم لقبائل البلد التي تتطلع إلى حماية مصالحها وأراضيها. لكن ذلك سوف يكون صحيحاً فقط إذا لم تستدع المجموعة المزيد من الضربات الجوية وغارات القوات الخاصة الأميركية، وهو ما قد يفسر ما تبدو أنها محاولة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الإشارة إلى نيته عدم مواجهة الغرب حالياً . ولا توجد أي ضمانات بأن الإدارة الأميركية ستقدر هذه الرسالة كسبب كافٍ لوقف قصفها للمجموعة. وفي غمرة تقارير عن خمس ضربات جوية جديدة في اليمن في الأيام الثلاثة التي سبقت إعداد هذه المادة، لم تعط واشنطن أي تلميح إلى أنها تخطط للتخفيف من ضرباتها لأعدائها في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.