تحتاج المرحلة تعدد القيادات وتنوعها وتحرير مؤسسات الحزب من ذهنية الديكتاتورية الشخصية والاستبداد وشغلها بقيادات تؤمن بمنطق التكامل وتقديم الفرص للكوادر الشابة لتثمير مواهبها وممارسة المسؤوليات السياسية العمومية كي يُكسر الجمود السائد وتتغير الرؤى وتبنى الاستراتيجية الحقيقية للعمل السياسي الاحترافي القادر على صد هجمات التدمير الممنهج وتدارك ما يمكن تداركه، الزمن لا يسير في مصلحة أحد منا إن بقي المفلسون في مناصبهم القيادية العليا يتلكؤون بمعاذير واهية ويمارسون نفس الفشل في لحظة تاريخية تتباين مع عصر الهيمنة والاستحواذ.
إذا لم ننجح في كسر هذا الجمود سوف يتجاوزنا الواقع ونخرج من الحل وسوف نستمر في تقديم التضحيات الجسام والشهداء بالعشرات كل يوم دون أن نستطيع انتزاع أي مكسب أو حق من حقوق شعبنا وتطلعاته ولن نحظى إلا بتلك التسوية التي يكون ثمنها إخراج الحزب من المشهد السياسي وإهماله بذرائع مختلفة.
يشكو الكثير من زملائنا في الأصلاح من افتقار الحزب إلى شخصيات قيادية شابة كارزمية وسياسية محترفة تنتزع القيادة المختطفة وتفرض نفسها وتلم شمل الشتات الراهن وتكسر الجمود السائد وتحول الحزب إلى رقم مؤثر كما يجب أن يكون عليه في قلب معادلة الصراع الوطنية والدولية.
الزملاء الإصلاحيون ادفعوا بمن تثقون في أهليتهم وصدقهم وشجاعتهم من الشباب الى قيادة الحزب وميدان العمل السياسي، والميدان كفيل أن يصنع منهم قادة وساسة محترفين
الزملاء الإصلاحيون ادفعوا بمن تثقون في أهليتهم وصدقهم وشجاعتهم من الشباب الى قيادة الحزب وميدان العمل السياسي، والميدان كفيل أن يصنع منهم قادة وساسة محترفين، من يصنع القادة والكارزما هي الجماهير عندما تقرر أن تستثمر فيهم تدفع بهم إلى الأمام تشجعهم وتلهب مشاعرهم وتعمق شعورهم بالمسؤولية، نحن من يجب أن نعزز المواهب ونصنع الكارزما المرهوبة والمسموعة أمام الأنصار والخصوم ولا يمكن أن تكون هناك شخصيات إستثنائية وموهبة ليس لها علاقة بالجماهير.
صحيح أن طرح مثل هكذا آراء بهذه الصورة بعيد عن لغة السياسة والدبلوماسية ليس لأني لا أحسن صنعهما، لكنها الحقيقة التي يجب طرحها كما هي دون رتوش، لقد تأخر كثيرا رحيل عقداء ونقباء مدرسة علي صالح عن قيادة الإصلاح، يجب افساح المجال لجيل مدرسة فبراير، الجيل الذي هتف من أعماق سويداء قلبه في ساحات الحرية والتغيير للدولة والجمهورية والديمقراطية والحرية والمواطنة المتساوية وقطع يد الوصاية السعودية عن بلادنا، كنا ندرك ما نقول نحن لم نكن نهذي يوم أن هتفنا لرحيل علي صالح.
أنا هنا لا أكتب لشخوص القادة ولا لمن حولهم من السدنة أصحاب الحناجر الغليظة من يزينون لهم واقعنا المرير بتقارير أقل ما يقال عنها مغلوطة، إنما أكتب هذه الكلمات البالغة في الأهمية في هذه الظروف الحرجة لزملائي أعضاء وكوادر الحزب المنتشرين في أرجاء المعمورة من يؤمنون بالتغيير كضرورة حتمية وهم السواد الأعظم من الإصلاحيين، وقد وجدتهم في كل مكان يباركون بحماس ووعي وإدراك كل حرف يكتب هنا.