كانت الارض جديدة ولم يسبق ان عاش فيها البشر وان كان قد حاول فربما هلك دون ذلك ولم يعرف عنه احد تلك المحاولة او ربما واصل رحلته سريعا ومضى قبل ان يترك اثر.
وهذا واحدا من اسرار قوة الادب هنا واسطورية النضال ليس في مواجهة البشر انفسهم , بل في مواجهة قوى الطبيعة وتقلباتها .
لقد استمر هذا الصراع وتداول حركته واقعا وادبا فمن الساجا الى كتابات واحد من أعظم من اتقنوا السرد في القرن الماضي هارولد لاكسنس الاديب الذي خلد قوة الارادة في البقاء في قصته الاشهر " الاسماك تغني " والتى كان الانسان فيها بطلا يواجه قوى الطبيعة وسطوة الصناعة المتمثلة بالأساطيل البحرية التي تواجه سنارة الاصطياد.
ثم اتبعها بأعمال ملحمية كثيرة "استرداد الجنة" 1960 تحت النهر الجليدي 1968 تاريخ الأبرشية1970 وقريحة الرواية الإلهية 1972
وقد حاز لاكسنس جائزة نوبل للآداب في العام 1955 ليخبر العالم ان لدي الايسلنديين ما يقولونه وما يقرعون به اجراسنا
ورغم قلة عددهم الا ان مدرستهم الادبية مصدر الهام للملايين ومصدر نبوغ لهم
لقد حاولوا مع مختلف الفنون الادبية وابحروا بكلماتهم في عالم واسع واشتغلوا دائما على ايقاظ النقائض
فمن اقل بلد بنسبة الجريمة حيث لا تكاد تذكر تأتي اجمل القصص البوليسية واكثرها دهشة حتى كدنا نبحث لها عن واقع اخر
فمن هناك قدم أرنالدور ايندريداسون و يرسا سيجوردادوتير و بأرني تورارينسون وجميعهم ادهشوا حتى المحققين انفسهم بقوة الحبكة وتقنية الايقاع وتسلسل الاحداث وترابطها
وتحولت تلك الجزيرة الى مصدر للروايات البوليسية العالمية ولفترة طويلة كانت تلك الاعمال واحدة من منتجات تلك البلاد البعيدة
وحاليا يتولى نخبة من الادباء صناعة سيرة جديدة للثقافة التي تزداد قوة كل يوم يمر
فهناك الكثير ممن يقدمون بلدهم الصغير الى العالم وانا اشعر بالفخر والاطمئنان وانا اتابع ما يكتب هناك ويمكن قراءته في اى بقعة من العالم انهم يكتبون بلا توقف ولا تردد