ثم بدأ الحديث عن طريق لم تكن تعرفها المحافظة وماكان الناس ليعرفوا السير فيها لولا سلطاته
وقال: حدثوه، سامحا لأحد الحضور فى مكتبه بالحديث عن انجازات فترته
انشغل ذهني بإجهاد الرجل
وقبل أن أبتعد عن مبنى المحافظة
وقال: حدثوه، سامحا لأحد الحضور فى مكتبه بالحديث عن انجازات فترته
انشغل ذهني بإجهاد الرجل
وقبل أن أبتعد عن مبنى المحافظة
يتخلى الرجل عن منصبه ومكانته كرأس أعلى سلطة فى المحافظة يصبح مدير البحث الجنائي الذى كانه فى صنعاء لعقدين
سمعت أصواتاً ورأيت تلويحا من نافذة قربية من الاسفلت
وخلف النافذة كان يقف الخمسة الذين كانوا خارجين من مكتب المحافظ
حينها عرفت لِمَ كان محافظ المحويت أحمد علي محسن مجهدا
لقد اعتاد الرجل استدعاء السجناء إلى مكتبه والقيام بدوره القديم
ماكان عليه لعشرين عاما
يتذكر كنيته القديمة التى يعرفها السجناء
جاوبوا البيضاني يقال لهم
يتخلى الرجل عن منصبه ومكانته كرأس أعلى سلطة فى المحافظة يصبح مدير البحث الجنائي الذى كانه فى صنعاء لعقدين
هو لم ينسَ ذلك، قال أحد زملائي بالمحافظة والذي تولى تنسيق المقابلة
رفض البيضاني أن يكون سجن البحث الجنائي بعيدا عن مكتبه
ويوميا يعرج عليه السجناء الجدد ويسميهم ضيوفه
حتى أولئك الذين خارج السجن كان يعذبهم بالتهديد
يروي مدير مديرية حفاش البعيدة عن مركز المحافظة بخمسين كيلو متراً قصته مع المحافظ؛
حين أبرمت اتفاقاً مع الإصلاحيين فى دائرتنا بخصوص الانتخابات النيابية أن ندع الناس يختاروا ما أرادوه دون تدخلنا
علم محسن بالأمر فاتصل بى
يصافح البيضاني السجين ثم قبل أن يترك يده يمسك الأصبع الوسطى ويلفها نحو الخلف حتى تكاد تلامس ظهر اليد
إذا غابت شمس اليوم قبل أن تحضر فسوف يكون مصيرك غير كل ماسمعت
اضطررت للسير راجلا وكنت كلما تعبت اتذكر ما يقال عنه
كنت مرتعبا أنظر نحو أصبعي الوسطى التي بدأت تؤلمني
يصافح البيضاني السجين ثم قبل أن يترك يده يمسك الأصبع الوسطى ويلفها نحو الخلف حتى تكاد تلامس ظهر اليد
قبل أن يصرخ معترفا بما لم تقترف يداه
تحولت المهمة التي ذهبت لأجلها إلى بحث عن قصة الرجل الغامض فى المحافظة
ومع أنى أعرف أن الصحيفة الحكومية التي كنت أعمل لصالحها لن تنشر قصص السجناء، بل إنجازات السجان؛ إلا أنى أحببت تدوينها ليوم كهذا
فإن يعذبك محافظ المدينة التى تنتمي إليها
فماذا عسى من هم دونه أن يفعلوا؟
أهالي المحافظة الذين قابلتهم يحفظون الكثير من قصص الرجل القادم من صراعات الثأر والمطلوب لكثيرين
لكنهم يشيدون بنباهته ليس كمحافظ بل كمحقق
كانوا فخورين بأن لديهم محافظاً يتفرس فى وجوه المجرمين ولايطيب يومه قبل أن يعرج عليه السجناء ويذكرهم بماضيه
بعد أن أسقطت ثورة الشباب جزءاً من منظومة صالح، وأقيل أحمد علي محسن من منصبه الظاهر كمحافظ ومنصبه الخفي كسجان
هرعت سيارات من محافظة المحويت نحو صنعاء وقال من على متنها إنهم لن يعودوا إلا بمحافظهم
رفضوا إقالة السجان ورأيت بين المطالبين بعودته مدير المديرية الخائف على أصبعه
من يومها وقفت مذهولا أمام مطالب الناس
كيف تحب الجماهير بين من تحبهم السجانين
ربما كان أيضا بين المطالبين بعودته السجناء الخمسة الذين كان يعذبهم.