مواطن يمني آخر في طريقه للخروج من تحت ركام الحرب مواكبا لملامح ثقافة جديدة متحررة من القيود والاختناقات وأشباح الخوف التي كانت تسكن الكثير، هو في الحقيقة من نتمسك به ونؤكد رهاننا عليه في التغيير.
سوف نراهن دائما وأبدا على الشعب.
النخب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية الحرة ضعيفة ومخترقة، لم تستطع المعارضة أن تغير شيئا في بنية النظام خلال العقود الماضية.
من خرج إلى ساحات الحرية والتغيير وكسر الجمود والقيود وحطم ثقافة قديمة عمل علي عبدالله صالح على نشرها وترسيخها لعقود طويلة، ثقافة الاذعان وعبادة القوة كحاكم غاشم متعسف ودموي هم عامة الشعب.
يجب أن تعترف النخب عموما أنها فشلت وخسرت المعركة ضد الطغيان والفساد، وهذا ما حث الشعب على أن يتحرك ويرمي بنفسه في براكين الثورة.
اليمني البسيط هو الذي شق طريق الثورة والحرية، وكان واجب النخب أن تكون على مستوى كفاحه وعونا له، تعبد طريق الحرية والتغيير وتنيرها وتدفع نحو المستقبل ببصيرة، لكني أرى أن النخب مازالت تائهة أكثر بكثير من الماضي.
الشعب قد سبقها بمسافات طويلة وليس بمقدورها اللحاق به لأنها باختصار شديد جزء من ماض سحيق وبائس، بتخلفه تخلّفت وستبقى كذلك.