ورأيي أن أي إنسان سوي لابد أن يرفض وجود مثل هذا المخيم، لعدة اعتبارات، كلها متعلقة بحقوق اللاجئين أنفسهم، حقهم في اللجوء وحقهم في السلامة.
من يمكنه أن يتخيل ماذا سيلاقي لاجئ في مخيم يحوي إلى جواره مائة ألف لاجئ في منطقة تسيطر عليها عصابة مسلحة وصلت إلى الحكم بالقوة، وسفكت دماء أهلها وعشيرتها لأسباب مذهبية/ مناطقية/ سياسية.
من يحمي هذا اللاجئ من الاستغلال، من الاغتصاب، من تجارة الأعضاء البشرية، من التجنيد وغسيل الدماغ.
من يضمن سلامة اللاجئين في بلاد ليس فيها نظام قانوني، ولا شرطة، ولا منظومة صحية ولا شبكة مواصلات آمنة، ويعيش أكثر من نصف سكانها معتمدين على المساعدات بعد أن قطعت مرتباتهم!
ماهو المستقبل الذي ينتظر اللاجئ الأفريقي المسجون في مخيم لاجئين بمدينة إب، وماهو الذنب الذي ارتكبه هذا اللاجئ ليقضي حياته مسجونا في مخيم
من يضمن وصول مواد الإغاثة لهؤلاء اللاجئين، في الوقت الذي تمنع فيه مليشيا الحوثي وصول مساعدات طبية لسكان مدينة تعز مثلا، وتمنع وصول برنامج الغذاء العالمي لمخازن الحبوب في الحديدة، وتعرقل قوافل المساعدات على مداخل المحافظات، وتسيطر عليها وتستخدمها لشراء ولاء الجوعى والفقراء وتشتري بها أطفالهم وشبابهم الذين حرمتهم من فرص العمل!
هذا المخيم إن وجد فلن يكون سوى سد أو عائق في طريق اللاجئين الذين يغامرون بحياتهم عبر البحر على أمل الوصول لمناطق تزدهر فيها الأعمال ويمكنهم الحياة فيها والعمل والحصول على القليل من المال للعودة به إلى بلادهم، فأغلبهم هربوا من اضطهاد سياسي يستخدم الاقتصاد لكسر إرادة ضحاياه.
اللاجئون الأفارقة لا يريدون الاستقرار في *منطقة حرب*، ولا يركبون أهوال البحر ليستقر بهم المقام في مخيم لاجئين تسيطر عليه مليشيا الحوثي، وهي التي شردت حتى الآن ملايين اليمنيين في الداخل والخارج.
ماهو المستقبل الذي ينتظر اللاجئ الأفريقي المسجون في مخيم لاجئين بمدينة إب، وماهو الذنب الذي ارتكبه هذا اللاجئ ليقضي حياته مسجونا في مخيم لا أفق فيه ولا أمل! اللجوء ليس جريمة يعاقب عليها اللاجئ بالسجن في مخيم بمدينة إب.!