كان متدفقاً بالأفكار القابلة للتنفيذ خصوصاً على المستوى التربوي لتكريس القضية الفلسطينية وحب القدس لدى طلاب المدارس والجامعات في اليمن.
أوقف نفسه لخدمة الأقصى وقضية فلسطين ، فضلاً عن خدماته الجليلة في الحقل التربوي .
كان يذهلنا وهو الأكبر سناّ وقدراً بمبادراته ، ويفاجئنا بأفكار قابلة للتطبيق ، بل ويسبقنا بالبدء في التنسيق لتنفيذها .
ولن أنسَ دوره مثلاً في تنسيق مهرجان القدس الأول الذي نفذناه بعدن في يونيو 2010م تحت شعار ( الوحدة طريقنا إلى القدس ) .
أذكر أنه كان على اتصال بنا في كل خطوة ، وكان المُخرِج والمنسّق الرئيس لهذا النشاط الذي كنا نستصعب تنفيذه نظراً للظروف الأمنية حينها ، بل كان المبادر لطرح فكرة تنظيم فعاليات تثقيفية ومسابقاتية عن القضية الفلسطينية في مدارس عدن.
لا يعلم الكثيرون أن الأستاذ بابريك رحمه الله كان اليمني الوحيد الذي انضمّ إلى مُبعدي مرج الزهور الفلسطينيين من أبناء حركتي حماس والجهاز الذين أبعدتهم سلطات الكيان الصهيوني عام 1992م إلى جنوب لبنان .
للأسف لم أعد أتذكر تفاصيل ما حكاه لنا عن رحلته المثيرة إلى مرج الزهور ، ليتضامن على طريقته مع المبعدين الفلسطينيين وكان على رأسهم الشهيد الرنتيسي وعدد من قيادة حماس والجهاد الذين استشهدوا في سنوات لاحقة.
أذكر قوله أنه سافر إلى سوريا ومنها عبر إلى لبنان وأثناء مروره بإحدى نقاط التفتيش العسكرية وخوفاً من منعه من عناصر النقطة من العبور نظراً لهويته اليمنية وعدم امتلاكه تأشيرة دخول رسمية وقف أمام باب الباص وحين صرخ العسكري بطايق وهويات قام بابريك بالمبادرة بجمع هويات كل من في الباص وقدمها للعسكري وقام يَعُدّ معه عدد الركاب واستغفل ، العسكري الذي نسي أن يسأله عن هويته وإلى أين وجهته ؟ كان يحكي لنا عن مُغامرته تلك باعتزاز .
في اتجاهٍ موازٍ كان بابريك مثقفاً من الطراز الرفيع غزير الاطلاع والمتابعة ، امتلك مكتبة حوت آلاف العناوين من المراجع والكتب والمجلات والصحف، ذكر لنا ذات مرة أن لديه مكتبة خاصة يحتفظ فيها بـ 200 نسخة من العدد الأول لمجلات وصحف ودوريات يمنية وعربية وعالمية.
يمكن القول أنه أيضاُ وحدوي ناصع ، وشخصية سمت عن ضيق الانتماءات المناطقية والسياسية ، فهو حضرمي الجذور عدني الهوى صنعاني السكن، نال ثقة الناس ليصبح عضوا في السلطة المحلية بمديرية معين بأمانة العاصمة خلال 2001 – 2006 .
عدا ذلك يعدّ بابريك من أبرز وأهم من أسسوا للعمل النقابي التربوي وقد ناضل بشرف من أجل حقوق العاملين في المجال التربوي ، وأدار عدداً من المدارس العريقة في صنعاء.
وفي الجانب النقابي تنقل في مواقع قيادية في نقابة المعلمين اليمنيين منذ عام 1990 – 2010م كان آخرها نائبا لنقيب المعلمين اليمنيين.
وفي الجانب النقابي تنقل في مواقع قيادية في نقابة المعلمين اليمنيين منذ عام 1990 – 2010م كان آخرها نائبا لنقيب المعلمين اليمنيين.