يابابا ياماما دعوني
ارسلها الي صديقي العزيز تلك الأنشودة التي سمعتها البلاد ذات مرحلة حلم عظيم من أقصاها الى أقصاها ولن نقول الى أدناها، أرسلها الي ذات صباح ندي عبد الملك ضيف الله
أول ماسمعتها ضحكت عيني دمعة فرح قصوى ، اذ أعادتني الى أيام الإبتدائيه في تعز والى زمن كان الحلم يطل على هذه البلاد بشوق وشجن من قمة العروس ، لارحم الله بعض الثوار التجارولاذاك الذي باع الحمار والملح !!!
يابابا ياماما دعوني
أروى بنت الجمهوريه
انا بأدرس في الصف الأول
عند الأستاذه نوريه
وأخي الأصغر لما يكبر
يدخل يدرس في الكليه
يخرج ضابط وإلاطيار
يحمي الأهداف الثوريه
كتب كلماتها شاعر الثوره كما هو مكتوب في صفحة اليمن الجمهوري في الفيس بوك محمد ناصر صبر العنسي ، وقالت زينب أن من لحنها بابا عبد الرحمن مطهر ..فليصحح ايا منكم المعلومه اذا ما هي خطأ .
اجيال بحالها عمرت نفوسها بمعانيها تلك الانشودة التي نقلتها اذاعة صنعاء كل صباح من مدرسة اروى الى مدرسة الثلايا بتعز والتي افتتحت بالاغنية الانشوده !
من سمعها قال ان من غنتها بلقيس عبد الغني مطهر ، اتصلت بزينب عبد الغني مطهر فسألتها ، قالت : غنتها اختي سميره ، وبلقيس كانت موجوده ضمن المجموعه ، رحم الله بلقيس.
من مدرسة سيف بصنعاء حدث اختطاف جميل ، فقد اختطفت رؤوفه حسن وكانت ماتزال بالشرشف الى اذاعة صنعاء ، قالت لي فيما بعد : (كان ابي وامي كلما يسمعان الاذاعه يقولان لي : في بنت بتجي في الاذاعه صوتها مثل صوتك)قالت: اشيح بنظري بعيداً: ماشي مش انا …واقول ياالله لاعاد يدروا ، ولمادريوا؟ أسالها ، تضحك : باركوا ، كان الناس جميعا يحلمون.
بابا عبد الرحمن مطهر اختطفها ، واختطف غيرها من المبدعات من المدارس ، كان رجلا يبحث عن الاصوات الجميلة تغني للثورة والجمهورية والمستقبل ، لم يكل ذلك الرجل ولم يمل حتى اتعبوه وحولوه الى مجرد اداري في أمانة العاصمه ، وفي الاخير طرحوه ارضا كما طرحو الكثير من المبدعين!
(( البيت المره ..والحب الذره ...قولوا لمسعده تقع مدبره ..تربي العيال ...والرب تشكره )) ، كلمات بسيطة غزيره ، لكن احد المزايدين علق ذات لحظة في خطبة عصماء أن تلك المقدمة لبرنامج (( مسعد ومسعده )) امتهان للمرأة ، فرديت عليه يومها : اقسم انك تستحق الامتهان حتى العظم !! عدت بعدها وضحكت على نفسي اذ أن عبارتي لم يكن لها معنى مثل كلامه !
كل صباح شنفنا آذاننا بذلك البرنامج الجميل بصوت بابا عبد الرحمن مطهرومسعده التي هي زوجة المرحوم الممثل المسرحي حمود العمراني ، فقد نسيت اسمها ، لكنها مع عبد الرحمن مطهرقدما اجمل برنامج كان يصل الى اعماق الناس كالغذاء والدواء
ذلك البرنامج ذهب مع الريح كما ذهبت اشياء كثيره ، ولم يبق لابرنامج ولاميكرفون ، تعطلت آذاننا وبقيت حاسة النظر التي تعبت من كثرة البهرار!
السؤال الان اين عبد الرحمن مطهر اوبابا عبد الرحمن الذي يمتلك روحا ظريفة تمثل اعماق صنعاء التي لم تعد تضحك.
افهم انها دوره زمن لابد منها ، فحيث لايؤمنون بسنة التغييريقرح الدست بما فيه على الوجوه ، وتبقى عليها آثارالانفجار.
هذا مايحدث في دول الجهل ، حيث لايتداولون السلطه ويتداولون الدسوت ، وكل هو وشطارته ودسته لأن لا مشروع ولارؤيه، فتظل دول التخلف تدورفي نفس مكانها مثل جمل المعصرة معصوب العينين متحرك الرجلين.
ككل جميل في منازلهم فبابا عبد الرحمن مطهر في البيت ، لايمارس مهرته اليوميه الابداع ..وتاريخ حافل من ورائه أخشى أن يكون قد ضاع حتى من إرشيف الاذاعه.
بابا عبد الرحمن مطهر ، مثلما كنت تبهجنا كل صباح ، هاأنا باسم كل من له اذن نرفع لك جميعا قبعاتنا.
لله الامرمن قبل ومن بعد .
نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك