لذلك فانه لم يعد مجدياً توجيه اَي خطاب او استعطاف او مطالبة ونجدة ممن يحملون البندقية أياً كانت مسمياتهم وصفاتهم والرايات التي يقاتلون تحت لوائها وهم يرددون بنشوة المريض السادي اناشيد وهتافات وطنية .
الجميع يقاتل باعتبارة حارس مرمي الوطنية والجمهورية وكل الشعارات والمسميات لكنهم مثل أمراء حرب لا يلقون بالاً لانآت الباكين الذين دخلت مئات الآلاف منهم في المجاعة وعندما ياتون لذكرهم يكونون فقط أوراق مزايدة وتراشق وتباكي لتستخدم مأساتهم في خطاب انتهازي لا يحمل اَي قيمة إنسانية واخلاقية .
الجميع يتسابق من اجل رفع راية الخيار العسكري ، وجميع المتحاربين في أعماقهم ثآرات واحتقانات وزئير ونقم ورغبة في اراقة مزيد من الدم والدمار ، لكنهم سيستمرون في قتال طويل دون ان تكون هناك نتائج سوى مزيد من القتل والفوضى والتوهان في دوامة مابعد الدولة ولنا في الصومال عبرة وشواهد ..
والمضحك انه حتى المأساة الصومالية يستخدمها البعض بطريقة أمراء الحرب وقد شاهدت مقابلة للقيادي الحوثي حسين العزي يعتبر ان أمريكا تجرعت الهزيمة في الصومال حينما قتل وسحل اقل من عشرين جندياً من قوة دلتا على يد قوات محمد فرح عيديد في العام 1993.
وقد نسى ان الصومال تدفع الثمن الي الان وان الملايين شردت وان إقامة الدولة اضحى حلماً وغاب عنه اَي جدية دولية تساند العودة الي الدولة وليس الي استمرار الفوضى.
غاب عن باله ان جيلاً جديداً في الصوماليين عمره الان ما يزيد عن 25 وعشرين عاماً لم يعرف الدولة هو الان مسدس للإيجار بيد أمراء الحرب وجماعات التطرّف والقرصنة ومشرد في كل البلدان.
المضحك انه حتى المأساة الصومالية يستخدمها البعض بطريقة أمراء الحرب وقد شاهدت مقابلة لقيادي حوثي يعتبر ان أمريكا تجرعت الهزيمة في الصومال حينما قتل وسحل اقل من عشرين جندياً من قوة دلتا على يد قوات محمد فرح عيديد في العام 1993.
غاب عن باله ان هذا الجيل لم يأخذ اَي حقوق سواء في التعليم او الصحة او العيش الكريم وعندما حاول الفرار من جحيم الحرب الأهلية كان الموت في انتظاره في البحر على يد مهربين يلقون بهم على بعد اميال من الشواطئ وكانهم اكياس نفايات وليسوا بشر.
غاب عن باله انه عندما كانت عنتريات الجنرال عيديد الذي كان يستولي بقوة السلاح على المعونات الدولية ويبيعها في الاسواق لمصلحته كانت تقارير الامم المتحدة تقول ان أربعة ملايين ونصف صومالي أصبحوا في خانة المجاعة .
غاب عن باله ان الجنرال محمد فرح عيديد الذي كان يواجه قوات دلتا المدربة والتشكيلة الأهم في الجيش الامريكي ويقوم بسحلهم والتمثيل بهم كان ولده حسين محمد فرح عيديد الذي يحمل الجنسية الامريكية ضمن فيلق البحرية الامريكية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي .
هو بالحقيقة لم يغب عن باله كل ما سبق وما سياتي ...لكن تفكير من يختارون لغة الرصاص وطريق الحروب الابدية التي لا مؤشرات لنهاياتها يتناسون البشر وكراماتهم وحقوقهم ويكون الانسان اخر شيء في اهتماماتهم.
واعرف انه عندما تتوه بلدان في الفوضى وما بعد الدولة وقد عايشت ذلك في الصومال تتوه حتى اخلاق الناس وقيمهم وتتبدل حتى الكلمة ومعناها ويصبح الانسان هو السلعة الأرخص في مزاد المتحاربين