أضعنا اللحظة التى علينا الامساك بها، أتت علينا الغام الامس ففسدت الحقول، وذبلت الثمار، وما كان لنا ان نجني غير ما جنيناه.
تلك الرصاص التى وضعت ثقوب صغيرة في صدر الثامن عشر من مارس 2011 لم تكن وليدة اللحظة كانت قادمة من مئات السنين الغابرة
صحيح اننا تمكنا من رؤيتها وهي تسقط رفاقنا، لكنا عجزنا من تحديد العام الذي قدمت منه.
انه عام لم يولي ابدا، عاما قبلنا فيه ان تحكمنا الخرافة وهي وحدها من تملأ عليك الرضا، من تشعرك بالنشوة القاتلة.
اتذكر اليوم التالي للموت، واقع من فرط التذكر ومن مجاهدة النسيان.
وصلت أمهات يزرن صنعاء للمرة الاولى ويتحسسن وجوه من كانوا يمثلون لهن كل الغد، ألم يكن من حق ام محمد المهندس المنتظر ان تزور المدينة برفقة من صار غيابا
الم يكن من حقها ان تسير في شوارع البلاد برفقة الطفل الذي لم توصيه وهو يغادر القرية ان يحذر من الماضي أكثر من ان يتوق الى المستقبل، وكيف لامرأة حال الماضي دون تعلمها ان تعرف حقيقة الصراع.
قال لى اسامة وقد اوقفني فجأة في الممر، لما لا تكتفي بالكتابة عن حالة واحدة، عن قصة موت واحدة، وكيف لي ان اختار نجما وانا انظر نحو المجرة، كانوا في تلك اللحظة واحدا وحين سقطوا لم ينهض منهم أحد، وان استيقظوا كل صباح في طريقنا، قال اخر من الجيد انك مازلت تتذكرهم.
وصباح اليوم كنت ابحث عن من يتذكر فلم اجد غير قلة قالوا كلمات على عجل كأنا الآن، ذلك لأننا لم نرى العام الذي جاءت منه الرماح مع انها ماتزال تصيبنا وتدمي القلب وتجبر امهات جدد على الوقوف وسط المدينة بحثا عن فتى في المعتقل، هن ايضا يزرن صنعاء للمرة الأولى برفقة قسم وحيد ان ابني لا يريد ان يحكم فقط يريد ان يعود الى البيت.
اليوم كان قلبي ينهار وهو يرى كيف ينساك الجميع ويحاول معاذ ان يكتب كيف لم يصبه الماضي ولولا تلك الرصاصة التى اخطأته لما كتب الكلمات.
جيد أنك مازلت تتذكر، لأنك لن تبصر الغد ان لم تدقق في الامس وفي النبال الذي أطلق السهم منه