لتقى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر اليوم سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ماثيو تولر .
وخلال اللقاء بحث الجانبان مستجدات الأوضاع الميدانية وجهود المجتمع الدولي ومنها الولايات المتحدة الأمريكية في استئناف العملية السياسية وإنهاء الانقلاب.
وأكد نائب رئيس الجمهورية على جدية الحكومة في التوصل إلى سلام ينهي المعاناة التي تسبب فيها انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية.
وقال الفريق الركن علي محسن" إن الفرصة سانحة أمام الانقلابيين ليثبتوا حسن نواياهم في الجنوح إلى السلم والاعتراف بالشرعية الدولية وتنفيذ ما اتفق عليه اليمنيون في المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني وما رافقه وأعقبه من قرارات لمجلس الأمن الدولي ومنها القرار 2216".
كما أطلع نائب رئيس الجمهورية السفير الأمريكي على انتهاكات ميليشيا الانقلاب وما ارتكبته من جرائم بحق المدنيين اليمنيين..مثمنا دور الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وقوفها بجانب الشرعية الدولية ومساهمتها في دعم التحالف العربي.
من جانبه جدد السفير الأمريكي موقف بلاده الثابت في دعم الشرعية ..معبرا عن أمله في أن تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل في المشاورات القادمة في الكويت والتي تسهم في عودة الأمن والاستقرار.
وهنأ ماثيو تولر الفريق الركن علي محسن الاحمر بالثقة التي منحت له وتوليه منصب نائب رئيس الجمهورية.
أشاد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر بالجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن من أجل إنجاح المشاورات المقرر عقدها في 18 ابريل الجاري في دولة الكويت .
جاء ذلك خلال لقائه اليوم في العاصمة السعودية الرياض نائب المبعوث الأممي لدى اليمن كيني جلوك الذي تحدث عن الآفاق المتوقعة لمشاورات الكويت.
وأكد بن دغر حرص الحكومة لوقف إطلاق النار والسعي الحثيث لاحلال السلام ووقف الحرب والاتجاه نحو البناء والتنمية..مشيراً الى ان الشعب يريد السلام لا الاستسلام.
وقال رئيس مجلس الوزراء "نحن ذاهبون للمشاورات في الكويت من أجل السلام الدائم والشامل، رغم أدراكنا أن هناك صعوبات كثيرة تعترض طريق السلام أهمها عدم جدية الحوثيين لإنجاح المشاورات"..مشيراً الى ان من يريد السلام لا يستورد سفن الأسلحة حتى هذه اللحظة.
واعرب نائب المبعوث الاممي عن تهانيه للدكتور احمد عبيد بن دغر بمناسبة تعيينه رئيساً للحكومة..متمنياً النجاح للمشاورات التي ستنعقد في دولة الكويت وعودة الامن والاستقرار الى كافة المحافظات اليمنية.
قصفت طائرات الحالف مواقعَ المليشيا في العاصمة صنعاء.
وقال شهود عيان، إن الغاراتِ استهدفت مقر التموين العسكري في منطقة عصر، وموقعاً في جبل عطان، هذا وحلقت الطائرات على علوٍ منخفضٍ فوق العاصمة.
وقالت مصادر محلية، إن الغاراتِ استهدفت مواقعَ المليشيا في ريمة حميد وشارع المائة جنوب العاصمة.
كما شنت طائراتُ التحالفِ غاراتٍ على مواقعَ لعناصر تنظيم القاعدة، المتمركزةِ شمال مدينة الحوطة بمحافظة لحج.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان، إن الغاراتِ استهدفت مزارع يتحصن فيها عناصر التنظيم في منطقة وادي الخير شمال المدينة، وأنهم شاهدوا ألسنةَ النيران تتصاعد من الأماكنِ المستهدفة.
وكثف طيرانُ التحالفِ في الآونة الأخيرة، غاراتِه على مواقعٍ لعناصر تنظيم القاعدة في لحج وعددٍ من المحافظات الجنوبية.
وفي السياق ذاته، بدأت قواتُ الأمن حملة أمنية ضد الجماعاتِ والعناصر التخريبية في محافظة لحج.
وقال مدير مكتب المحافظ صالح محمود في تصريحات صحفية، إن الحملة الأمنية تهدف إلى تطهير المحافظة من العناصر الإرهابية.
وأضاف محمود، أن قواتِ الامن وضعت الخطط المناسبةَ بالتنسيق مع قواتِ التحالف العربي، وأشار الى أن المرحلةَ الأولى تهدف إلى تطهير مدينتي الحوطة وتبن.
وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية إن قواتٍ أمنية بدأت نَصب عددٍ من نقاط التفتيش على الطريق الواصل بين عدن ولحج.
أعلن الناطق باسم مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام ان جماعته تسلمت مسودة اممية لوقف إطلاق النار في البلد.
وأضاف " تسلمنا من الأمم المتحدة مسودة اتفاق وقف إطلاق النار وسلمنا ملاحظاتنا على تلك المسودة للأمم المتحدة وما زال النقاش جاريا عليها ولم يتم الموافقة النهائية عليها بعد.
وكان الناطق باسم جماعة الحوثي قد كشف في منشور سابق له عن تفاهمات أولية تؤدي الى وقف شامل للأعمال العسكرية في البلاد وفتح آفاق واضحة للدخول في الحوار السياسي اليمني اليمني المزمع عقده منتصف ابريل الحالي برعاية الامم المتحدة.
وقال ان التوافق على استمرار التهدئة على طول الشريط الحدودي بما في ذلك جبهة ميدي الحدودية ووقف الاعمال العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية كخطوة أولى ووقف التصعيد العسكري في بقية محاور القتال وصولا الى الوقف الكلي للحرب واستكمال ملف المفقودين والاسرى وتجميع بياناتهم وتبادل الكشوفات بشأنهم. من جانبه، قال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي أن لدى الحكومة مسودة شبه نهائية لاتفاق وقف النار مع ميليشيا الحوثيين وصالح والذي من المقرر سريانه في العاشر من الشهر الجاري.
وأكد المخلافى، أن تطبيق قرار وقف إطلاف النار سيبدأ فى محافظتى تعز وحجة.
وكان وفدي الحكومة والمليشيا قد وصلا إلى الكويت لإجراء مباحثات حول الترتيبات لوقف إطلاق النار الذى سيتم دخوله حيز التنفيذ يوم الأحد القادم تمهيدا للمباحثات التى ستجرى بين الجانبين يوم 18 أبريل الحالى تحت اشراف الامم المتحدة .
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الاحتياجات الصحية الناجمة عن حالات الطوارئ في العالم قد وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. وأطلقت المنظمة مع شركائها في جنيف "خطط الاستجابة الإنسانية لعام 2016"، ذكروا فيها أنهم بحاجة لمبلغ يقدر بمليارين ومئتي مليون دولار لتوفير الخدمات الصحية المنقذة للحياة لأكثر من تسعة وسبعين مليون شخص في أكثر من ثلاثين بلدا حول العالم من بينها اليمن.
وأكدت المنظمة على أهمية وصول الخدمات الصحية العاجلة لحوالي احد عشر مليون شخص في اليمن.
كما أدانت المنظمة قصف مسلحي جماعة الحوثيين مستشفى مدينة مأرب والذي أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طبيب، بالإضافة لإصابة 13 آخرين.
وقال بيان للمنظمة " ندين بأشد العبارات الاعتداء على مستشفى مأرب العام في اليمن، الذي وقع في الثالث من أبريل الجاري وأودى بحياة أربعة أشخاص من بينهم طبيب، وأصاب ثلاثة عشر شخصا بجراح".
وأضاف إن القصف ألحق أضراراً بوحدة الرعاية الفائقة والمباني الإدارية التابعة للمستشفى الذي يوفر خدمات صحية للآلاف من سكان المحافظة ومحافظات أخرى مثل الجوف والبيضاء وعدن ولحج، رغم النقص الحاد في كوادره الطبية والأدوية.
ودعا البيان كافة أطراف النزاع إلى احترام سلامة وحيادية العاملين الصحيين والمنشآت الطبية، وأكد أن هذه الهجمات هي انتهاك مباشر للقانون الإنساني الدولي.
أكد المبعوث الخاص لبريطانيا لدى اليمن آلان دانكن عم حكومة المملكة المتحدة لامن واستقرار اليمن وشرعيته الدستورية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة الشرعية.
جاء ذلك أثناء لقائه بوزير الخارجية عبد الملك المخلافي، حيث أطلعه على نتائج لقاءاته التي أجراها في المملكة العربية السعودية.
وأكد دعم المملكة المتحدة لجهود الأمم المتحدة والمبعوث الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد لإحلال السلام والاستقرار في اليمن.
واستعرض وزير الخارجية تطورات الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة للتحضير للمشاورات المرتقبة في الكويت في 18 أبريل الجاري ووقف اطلاق النار الشامل المقرر سريانه في 10 أبريل قبيل بدء المحادثات.
وأكد المخلافي استعداد الحكومة للذهاب الى الكويت وتتعاون بشكل كبير مع جهود المبعوث الخاص وجهود الأمم المتحدة حرصاً منها على احلال السلام ووقف اراقة الدم اليمني وتنفيذ القرار 2216 واستكمال العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
كما التقى وزير الخارجية المخلافي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى السيدة آن باترسون. جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الاحداث والمستجدات السياسية على الساحة اليمنية .
وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي على دعم الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة الشرعية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وثمنت التعاون الإيجابي للحكومة اليمنية مع المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أجل نجاح مشاورات السلام القادمة في الكويت.
اتهم الناطق باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري، إيران بالسعي لإطالة أمد النزاع في اليمن ودعم مليشيا الحوثي.
وأكد عسيري في تصريحات صحافية إن إيران تتحدى قرارات الأمم المتحدة وإرادة المجتمع الدولي وتسعى لإطالة النزاع باليمن، مشيرا إلى أنها تخالف قرار مجلس الأمن 2216 الذي يمنع إرسال أسلحة إلى الميليشيا في اليمن.
ولفت مستشار وزير الدفاع السعودي إلى وجود إجماع دولي على أن سلوك إيران في المنطقة لا يساعد على إحلال الأمن، مشيرا إلى تصريحات صادرة عن البيت الأبيض اليوم تؤكد أن إيران تعد عاملا لعدم الاستقرار.
وكانت البحرية الأميركية، أعلنت في وقت سابق اعتراض شحنتي أسلحة متجهة من إيران الي اليمن خلال اقل من أسبوع
وفي السياق ذاته اكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، إن بلاده لن تتراجع عن دعم الحوثيين في اليمن مهددا بأن قوة الحوثيين سترجع أكثر مما كانت عليه سابقا.
وأشار جعفري أن "سيف أنصار الله" سيبقى بتّاراً أكثر من أي وقت مضى.
من جهته أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، جوش إيرنست، عن قلقه إزاء استمرار إيران في أنشطتها الهادفة لتقويض الاستقرار في اليمن والمنطقة، مؤكدا بأن شحنة الأسلحة الإيرانية المهربة ستطرح في مجلس الأمن الدولي.
وقال إيرنست، إن دعم إيران للحوثيين مثال على أنشطتها التي تقوض الاستقرار في المنطقة وأن موضوع شحنة الأسلحة قد يثار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي السياق قال الجيش الأمريكي في بيان صحفي أمس الأول إن سفينتين للبحرية الأمريكية في بحر العرب اعترضتا وصادرتا شحنة أسلحة من إيران يرجح أنها كانت في الطريق إلى المقاتلين الحوثيين في اليمن.
قتل 5 من قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية في اليمن، فيما تم أسر 10 مسلحين حوثيين إثر مواجهات اندلعت بين الطرفين خلال الساعات الماضية، في محافظة الجوف، المحاذية للحدود السعودية، شمالي البلاد، حسب مصدر في المقاومة.
وقال عبد الله الأشرف، الناطق باسم المقاومة الشعبية، في محافظة الجوف لوكالة الأناضول عبر الهاتف، اليوم الأربعاء" إن خمسة من قوات الجيش والمقاومة قتلوا في مواجهات مع الحوثيين في منطقة العقبة بالمحافظة"، مشيراً إلى أن" عشرة حوثيين تم أسرهم، إضافة لقتلى وجرحى في صفوفهم خلال هذه المواجهات"، دون أن يحدد عددهم.
وتابع أن "المواجهات أسفرت عن سيطرة الجيش والمقاومة على أجزاء كبيرة من منطقة العقبة، فيما تبقت أجزاء أخرى تحت قبضة الحوثيين".
ولم يتسن أخذ تعليق من قبل الحوثيين حول هذه الإشتباكات، أو من مصدر مستقل.
وتتواصل الاشتباكات المسلحة بين أطراف الصراع في اليمن، بينما تتواصل الاستعدادات في الكويت لاستضافة محادثات سلام يمنية، برعاية أممية، في الـ 18 من الشهر الجاري، يسبقها وقف لإطلاق النار يبدأ من الـ 10 من الشهر ذاته.
ليلةٌ سيئةٌ قضاها 72 من قادة دول العالم الحاليين والسابقين، وعائلاتهم، وشخصيات عامة سياسية ورياضية بعد الكشف عن «أكبر تسريبات في التاريخ»: تسريب 11.5 مليون ملف يكشف كيف تُخفَى «الأموال القذرة» عبر جزيرة بنما، المشهورة بكونها إحدى «الملاذات الضريبية» التي يتجه إليها الطغاة، والفاسدون، ومن لا يحبون أن يسأل أحدٌ كثيرًا عن مصادر أموالهم وشرعيتها. من آل مبارك، إلى عائلة الأسد، وأموال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إلى بوتين، والقذافي، وسياسيي أوروبا.. تُظهر وثائق بنما أين تذهب ثروات العالم، وكيف تُخفى عن الأعين.
1. ما هي «وثائق بنما»؟
هي إحدى كبرى عمليات تسريب الوثائق للصحافة في التاريخ؛ إذ سلَّم مصدرٌ مجهولٌ 11.5 مليون ملف سري من سجلات شركة «موساك فونسيكا» ومقرها بنما (سنتحدث عنها لاحقًا؛ لا تقلق)، التي قدَّمت خدمات لـ72 من قادة دول العالم الحاليين والسابقين (بعضهم قامت ضده ثورات واحتجاجات) تهدف في النهاية إلى إخفاء أموالهم عن أعين الضرائب والرقابة، وإلى عدم إثارة الكثير من الأسئلة عن مصادرها، وشرعية الحصول عليها.
تضم الوثائق مراسلات بريدية، وحسابات بنكية، وسجلات عملاء يرجع تاريخها إلى 40 عامًا، خاصة بعملاء الشركة الذين لم يقتصروا على «الطُغاة» المعروفين في العالم، ممن قامت ضدهم ثورات الربيع العربي أو عُرفوا بصلاتهم بقضايا فساد وتهريب أموال، بل ضمَّت القائمة 140 سياسيًّا، وأفراد عائلاتهم، وشركاءهم، ومسؤولين حكوميين في إفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية.
عملية التسريب قادها المصدر المجهول إلى الصحيفة الألمانية «زود دويتشه تسايتونج» (Süddeutsche Zeitung) منذ عامٍ تقريبًا؛ فقرَّرت الصحيفة مشاركتها مع الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICIJ) وحوالي 400 صحافي عالمي من 107 مؤسسات صحافية في 78 دولةً لتحليل هذا الكم الهائل من البيانات (تذكَّر أنَّنا نتحدَّث عن أكثر من 11 مليون وثيقة) التي جاءت في 2.62 تيرابايت (ألف جيجابايت) من البيانات.
2. ما هي شركة «موساك فونسيكا»؟
«موساك فونسيكا»، كما تصفها صحيفة «الجارديان» البريطانية، هي واحدة من أكبر أربع شركات على مستوى العالم في مجال «الخدمات القانونية» ومقرها جزيرة بنما، تُمارس عملها بصورةٍ حصريةٍ تقريبًا مع زبائنها من الشخصيات الدولية، أو رجال الأعمال، أو السياسيين وقادة الدول، لإدارة أموالٍ وأصولٍ بالمليارات عبر تحويلها إلى عدة محطات في شبكةٍ من الشركات الخارجية (خارج إطار قوانين دولهم) بأسماءٍ غير أسماء مُلَّاكها الحقيقيين (سنتحدَّث عن هذا بعد قليل)، تُقدَّر بأكثر من 214 ألف شركة، قبل أن تعود إلى المصدر بصورةٍ يصعب تعقُّبها، وتحديد المستفيد النهائي منها.
تأسَّست «موساك فونسيكا» بجهود مشتركة بين المحامي الألماني المولد «جوردجان موساك»، والمحامي البنمي «رامون فونيسكا»، الذي أنهي عمله مستشارًا لرئيس بنما «خوان كارلوس فاريلا»، قبل شهر.
3. لماذا بنما؟
دعنا نشرح، باختصار، قبل الحديث عن أسماء المتورطين وتفاصيل الأموال المشبوهة، لماذا يتجه كل هؤلاء إلى «موساك فونسيكا» و«بنما»، تلك الجزيرة الصغيرة لإخفاء أموالهم.
ستسمع كثيرًا في الأيام القادمة مصطلحين هما: «الملاذ الضريبي» (Offshore tax haven)، و«الشركات الوهمية» (Shell companies)؛ وهما بالضبط ما يجيب على سؤالك. تُدار عمليات غسيل الأموال المذكورة في وثائق بنما، عبر شبكة من الشركات الوهمية المتصلة بها في دولٍ تُعد ملاذات ضريبية.
الملاذات الضريبية
في العالم دول ومقاطعات معروفة بكونها «ملاذات ضريبية»، تنشط فيها عمليات غسيل الأموال، وإخفاء الثروات والمستفيدين منها؛ فيكون من السهل فيها إنشاء شركات وحسابات بنكية وهمية تساعد في التهرُّب من الضرائب والرقابة على التربُّح من الوظائف الرسمية أو العلاقات بالسياسيين والشخصيات الدولية. بنما من بين هذه الملاذات بكل تأكيد، ومنها أدارت «موساك فونسيكا» شبكة شركاتها الوهمية في دولٍ أخرى، هي نفسها «ملاذات ضريبية»، مثل سويسرا، وقبرص، والجزر البريطانية، والجزر الكاريبية.
شركة لا تُدير عملًا حقيقيًّا؛ فليس لديها منتجٌ أو خدمةٌ فعلية تُقدَّم للجمهور. عملها الحقيقي هو إدارة الأموال التي تصلها وتحويلها من مصدرٍ إلى آخر، مع إخفاء هوية مالكي الأموال الفعليين وتسجيل كافة الأوراق والمراسلات بأسماء القائمين على إدارة الشركة. أين ستحب أن تنشئ شركة وهمية إذا قرَّرت ذلك؟ بالتأكيد في دولٍ لا تبذل السلطات فيها جهودًا كبيرةً في الرقابة والتحقُّق من هوية مالكي الشركات، وأعمالها، والمستفيدين من أموالها.
يمكنك الضغط على هذه الخريطة التفاعلية لمعرفة عدد الشركات في كل دولة، وعدد المستفيدين منها بحسب «وثائق بنما».
4. أخبرني عن المتورطين
السؤال الأكثر سخونةً هنا (وربَّما الأكثر رعبًا)، والذي ما تزال التقارير الصحافية وخيوط المعلومات تتشابك لكشف المزيد عنه، هو عن هوية المتورطين في عمليات تهريب الأموال وغسيلها في بنما، الملاذ الآمن للفساد والتهرُّب من الضرائب.
دعنا نُفصِّل أهم الشخصيات والقضايا في قائمة الصفقات المشبوهة التي ضمَّتها «وثائق بنما»، حسب موقع الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية الذي يُمكنك الدخول إليه وتصنيف ما كشفته الوثائق بحسب الدولة أو المنطقة:
مصر
علاء مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، كانت لديه شركة وهمية في جزر العذراء البريطانية تحت اسم Pan World Investment، وقد قام ببعض الإجراءات التنظيمية التي تخص شركته بين عامي 2012 و2013؛ إذ تعرضت شركته لسلسلة من الغرامات لخرق القوانين الخاصة بمكافحة غسيل الأموال، وطالبت جزر العذراء البريطانية شركة «موساك فونسيكا» بإغلاقها.
وعمومًا، فإنَّ علاقة علاء مبارك بشركة Pan World Investment وبشركاتٍ أخرى خارجية (offshore) معروفةٌ من بعد قيام الثورة المصرية في عام 2011. يقول الصحافي أسامة دياب في تقريره المنشور بموقع «مدى مصر» في مايو (أيار) 2014 بعنوان «سياحة ضريبية على شواطئ الكاريبي»:
«ومن المستفيدين من الشركات المؤسسة في الملاذات الضريبية رجل الأعمال حسين سالم المعروف بقربه من الرئيس الأسبق حسني مبارك، فقد امتلك سالم حصة في شركة غاز شرق المتوسط- التي كانت مسئولة عن تصدير الغاز لإسرائيل والأردن وأسبانيا- عن طريق شركة أخرى مسجلة في جزر العذراء البريطانية Mediterranean Gas Pipeline المملوكة لشركة أخرى مسجلة في بنما Clelia Assets Corp. والشركة الأخيرة كانت تمتلك حصصا في ١٨ شركة مصرية عن طريق صندوق استثمار مسجل في جزر الكايمان تحت اسم Egypt Fund بحصة تقدر بـ ٣ مليون دولار، ويشارك عائلة سالم في هذا الصندوق الاستثماري السري أحمد عز بشخصه وجمال وعلاء مبارك من خلال صندوق آخر مسجل في ملاذ ضريبي آخر وهو جزر العذراء البريطانية وتدعى Panworld Investments، طبقا لوثيقة صادرة من مكتب مساعد وزير العدل لشئون الكسب غير المشروع حصلت عليها مدى».
العراق
إياد علاوي، الثري ورئيس الوزراء السابق الذي عاد من المنفى في عام 2004 بعد إطاحة صدام حسين، ساعدته «موساك فونسيكا» بين عامي 1985 و2013، في تشغيل شركته المسجلة في بنما (IMF Holdings)، وتأكَّدت إدارته لأصوله وعقاراته (الكثير منها في إنجلترا) عبر عدة شركات خارجية مجهولة.
السعودية
عَبر سلسلة من الشركات الوهمية في جزر العذراء البريطانية، أخرج ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، عبر شركات خارجية، عددًا من الرهون العقارية لمنازل فاخرة في لندن (تبلغ قيمتها على الأقل 34 مليون دولار)، بالإضافة إلى امتلاك «يخت فاخر بطول ملعب كرة قدم».
رامي وحافظ مخلوف ابنا خال بشَّار الأسد
«لسنواتٍ، كان على أيَّة شركة أجنبية تسعى إلى القيام بأعمال تجارية في سوريا أن تحصل على موافقة «رامي»، الذي كان يتحكَّم في قطاعات اقتصادية رئيسة في البلاد، مثل النفط والاتصالات السلكية واللاسلكية. أمَّا حافظ، وهو الجنرال المسؤول عن جهاز المخابرات والأمن السوري، فيُشتبه في مساعدته شقيقه الأكبر في ترهيب المنافسين». تعرَّض ابنا خال بشَّار الأسد إلى عقوبات مالية دولية؛ ويبدو أنهما استخدما حسابات خارجية متعددة لتهريب ثروات من سوريا وتجنُّب تجميد أصولها. في أوائل عام 2011، توضح رسائل إلكترونية أنَّ عاملين بشركة «موساك فونسيكا» قد ناقشوا عقوبات الولايات المتحدة ومزاعم الرشوة والفساد التي وُجهت إلى أفراد من عائلة مخلوف. وقبل شهر يونيو (تموز) من العام نفسه، قطعت الشركة علاقتها بالشقيقين لهذا السبب.
الأردن
علي أبو الراغب، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني السابق، امتلك شركة وهمية في جزر العذراء البريطانية قبل استقالته من منصبه في عام 2003 (جرى تعطيل أعمالها في عام 2008)، ثمَّ شركة أخرى في الجزر ذاتها، وأخرى في دولة سيشل.
وحتَّى ديسمبر (كانون الأول) 2014، امتلك أبو الراغب ثلاث شركات في دولة سيشل، وعمل أبناؤه في إدارة شركات أخرى بعضها امتلك حسابًا في بنك عربي للاستثمار في الأردن.
الإمارات
بحسب الوثائق، تظهر علاقة رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبو ظبي، خليفة بن زايد آل نهيان، بــ30 شركة على الأقل في جزر العذراء البريطانية أسَّستها «موساك فونسيكا» وأدارتها لصالح رئيس دولة الإمارات، وزوجته، وابنه، وابنته. كان «آل نهيان» يتحكَّم عبر هذه الشركات بعقارات سكنية وتجارية في أحياء لندن الفاخرة، تُقدَّر بقيمة 1.7 مليار دولار على الأقل.
قطر
وتكشف الوثائق علاقة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بشركة «موساك فونيسكا» عبر إرسال محامي الأمير خطابًا للتفاوض لشراء إحدى الشركات في جزر العذراء البريطانية مقابل فتح حساب في بنك الصين بـ«لوكسمبرج».
وذكرت «وثائق بنما» أيضًا علاقة رئيس الوزراء القطري بين عامي 2007 و2013 حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بالشركة عبر امتلاك شركة في جزر العذراء وثلاثة أخريات في جزر الباهاما، لكنَّه حل تلك الشركات بعد عدة أعوام وبدأ في عام 2011 استثمارات جديدة بمشاركة أمير قطر السابق في لوكسمبرج.
روسيا
تحدَّثت الوثائق عن شبكة معقدة من الشركات والصفقات تنتهي إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عبر أصدقاء وشركاء، من بينهم شركات باسم صديق بوتين، عازف آلة التشيلو الشهير «سيرغي رولدوغن»، الذي كسب مئات ملايين الدولارات من صفقات مشبوهة. كما هيمنت شركات مسجلة باسمه على أكبر شركة لصناعة الشاحنات وجزء كبير من قطاع الإعلانات التلفزيونية الروسية. لكن تقول الوثائق إن شركات «رولدوغن» ليست إلَّا غطاءً لإخفاء المالك والمستفيد النهائي، بوتين نفسه.
شخصيات أخرى
ومن ضمن قادة الدول المتورطين الرئيس الأرجنتيني «ماوريسيو ماكري»، ورئيس وزراء أيسلندا «سيغموندر دافيد غونلاوغسون»، وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان، والرئيس الأوكراني «بترو بوروشنكو».
وضمَّت القائمة رؤساء سابقين مثل رئيس وزراء جورجيا السابق «بيدزينا إيفانيشفيلي»، ورئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء أوكرانيا السابق بافلو لازارينكو.
وذُكِر أيضًا أقارب ومعارف عدد من الرؤساء، مثل زوجة وأبناء وأخت الرئيس الأذربيجاني «إلهام علييف»، ووالد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وابنة رئيس الوزراء الصيني السابق «لي بينغ»، وأخت الملك الإسباني المتنحي «خوان كارلوس الأول»، وأصدقاء الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، بالإضافة إلى ستة أعضاء في مجلس اللوردات البريطاني وثلاثة أعضاء سابقين في مجلس العموم البريطاني.
ومن الأفراد المذكورين في وثائق بنما من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «ميشيل بلاتيني»، و«جيروم فالكه»، ورجلا الأعمال الأرجنتينيان «أوغو وماريانو جينكيس»، اللذان تورطا في قضية فساد الفيفا في عام 2015، إضافةً إلى عضوي لجنة الآداب في الفيفا «خوان بيدرو دامياني» و«أوجينيو فيغيريدو».
ويظهر أيضًا «ليونيل ميسي»، نجم نادي «برشلونة» الإسباني، في الوثائق التي تُعزز من أزمته مع القضاء الإسباني الذي يواجه أمامه، هو ووالده، اتهامات بالتهرُّب الضريبي من ملايين الدولارات عبر تحويل أمواله إلى شركات خارجية.
5. ما حجم الأموال الذي نتحدَّث عنه؟
جاءت المحاولة الأدق لتقدير حجم الأموال في هذه «الملاذات الضريبية» في كتاب «ثروة الأمم المخفية» (The Hidden Wealth of Nations) لأستاذ الاقتصاد في جامعة UC Berkeley الأمريكية «جابرييل زاكمان»، وقدَّر فيه إجمالي الأموال في تلك الملاذات بـ7.6 تريليون دولار أمريكي.
وأظهر بحثٌ قدَّمته مجموعة «النزاهة المالية العالمية» (Global Financial Integrity) أنَّ تهريب الأموال إلى الخارج قد كلَّف الدول النامية 7.8 تريليون (ألف مليار) دولار أمريكي بين عامي 2004 و2013 فحسب.
وبحسب البحث، لم تنجُ أيَّة دولة عربية من تهريب الأموال إلى الخارج بطرق غير شرعية (كما يظهر في الخريطة الواردة في البحث)؛ فهُرِّب أثناء تلك المدة من مصر حوالي 40 مليار دولار، ومن العراق 105 مليارات دولار، ومن السعودية 29 مليار دولار، ومن سوريا 48 مليار دولار. يمكنك الاطلاع على القائمة كاملةً من هنا.
6. كيف سيؤثر ذلك في العالم العربي؟
إنَّ عملًا ضخمًا مثل هذا يُضاف، بكل تأكيد، إلى رصيد الصحافيين الذين قضوا عامًا كاملًا في تحليل هذا الكم الهائل من البيانات، وعرضها للجمهور في صورةٍ، لكن السؤال دائمًا يكون: وماذا بعد؟
تحدُّث الكثيرون في الدول العربية، بعد ثورات «الربيع العربي» عن «الأموال المنهوبة» وكيف نستعيدها من الخارج بعد ظهور صلات تربط الحُكَّام السابقين، وعائلاتهم، ومعارفهم، بأنشطة غسيل أموال وتهريبها، لكن دون جدوى حقيقية في كثير من الأحيان بعد ضياع الأمر بين «لجان تقصي الحقائق» و«جهود الحكومة للتعاون مع السلطات الأجنبية لاسترداد الأموال»؛ فهل تكون «وثائق بنما» أمرًا مختلفًا يستدعي التحرُّك الجاد؟
في أيسلندا، قرَّر رئيس الوزراء إنهاء مقابلة تليفزيونية بعد سؤال عن كشف علاقته بصفقة إنقاذ البنوك الأيسلندية من الإفلاس وكونه متربحًا منها. فهل تحدث مقابلات تليفزيونية أصلًا في عالمنا العربي تتساءل عن علاقة المسؤولين الحاليين والسابقين بالقضية؟
تحديث: أعلن رئيس الوزراء الأيسلندي استقالته من منصبه على خلفية الوثائق والتظاهرات التي طالبته بالاستقالة.
7. كيف أعرف المزيد؟
– يمكنك الاطلاع على البيانات والوثائق المنشورة كاملةً، وتصنيفها بحسب الشخصيات والدول عبر موقع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين من هنا.
– تابع وسم (هاشتاج) #PanamaPapers على موقعي «فيس بوك» و«تويتر».
في خيام حقيرة أو أكواخ مبنية بالطين على أرض حجرية جافة يعيشون. ويلعب أطفالهم بأي شيء يجدونه ولو كان قطعة من المطاط. غير أن العلاج الطبي غير متوفر للصغار والكبار على السواء.
وفي شمال غرب اليمن الذي يعد من أفقر دول الشرق الأوسط وجدت أسر شردتها الحرب نفسها حبيسة في مخيمات على مدى العام الأخير.
ويعيش نحو 400 أسرة في مخيم شوقبة الواقع بمحافظة حجة على الحدود مع السعودية.
وعندما بدأ القتال بين القوات السعودية والمقاتلين الحوثيين في مارس آذار عام 2015 اضطر اللاجئون لمغادرة قراهم في شدا والظاهر في محافظة صعدة المجاورة عندما استهدفت الطائرات الحربية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية مواقع الحوثيين.
ويقول سكان وجماعات حقوقية إن بعض الضربات دمرت بيوتا وألحقت أضرارا بأراض زراعية. وقد اعترف التحالف بوقوع أخطاء في عملياته الجوية في اليمن لكنه نفى اتهامات الحوثيين أن قواته تضرب أهدافا مدنية.
وبعد بضعة أشهر تعرض مخيم المزرق الذي لجأوا إليه قرب مدينة حرض الحدودية في محافظة حجة أيضا للقصف.
وانتقلت الأسر بعيدا عن الحدود إلى مخيم شوقبة القاحل الذي يفتقر لأبسط الخدمات. ويعيش السكان في أكواخ سيئة البناء لا تحميهم من حرارة الصيف ولا من برد الشتاء.
وتقول الطفلة أمل جابر (عشر سنوات) وهي تقف بجوار كوخ أسرتها إن لها أمنية واحدة فقط.
تقول أمل "أريد أن تنتهي الحرب لأعود للبيت وأكمل تعليمي."
ويعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية ونقص الخدمات الصحية. وينتظر محمد ابن الحادية عشرة علاج ساقه المكسورة.
ويشكو مسنون مصابون بداء السكري وأمراض القلب من نقص الدواء وارتفاع أسعاره إن وجد.
ويشهد اليمن حربا أهلية منذ أكثر من عام بين أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثي المتحالفة مع ايران وأصبح التحالف الذي تقوده السعودية طرفا فيها وتسببت هذه الحرب في أزمة انسانية كبرى.
ومن المقرر أن تبدأ في الكويت يوم 18 ابريل نيسان الجاري محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة. وأكد طرفا الصراع التزامهما بهدنة تبدأ في منتصف الليل يوم العاشر من ابريل نيسان