قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، إن الطريق إلى بناء السلام والديمقراطية في اليمن يمر عبر التراجع عن الاجراءات الانقلابية، والعودة الى ما توافق عليه اليمنيون.

وأضافت كرمان في كلمة لها على هامش اجتماعات مجلس حقوق الانسان، اليمن تعاني من ثوره مضادة تقودها، ميليشيا عنصرية مسلحة تزاول القوة والعنف لتحقيق أهدافها والوصول للحكم بالقوة والقهر.

وأكدت الناشطة كرمان على أهمية بسط سلطة الدولة وسيادتها وأن تتحول الميليشيا إلى حزب سياسي. مشيرة الى انه من الخطوات المهمة لتطبيع الأوضاع في البلاد الذهاب إلى الاستفتاء على مسودة الدستور التي تمت صياغته بمشاركة جميع الاطراف بما في ذلك الحوثيين.

وجدد دعوتها إلى ايقاف إطلاق النار من خلال ايقاف الاجراءات الانقلابيه والعودة الى مسار سياسي يفضي الى ان تكون الدوله وحدها ممثله بالسلطة الانتقاليه المنتخبة وحدها صاحبة الحق الحصري في احتكار امتلاك السلاح وممارسة السلطة والسيادة على كامل التراب الوطني.

وأشارت إلى الانتهاكات التي قامت بها المليشيا منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء فقط، وقالت ان كل ذلك "كان ذلك سببا كافيا لمقاومة الانقلاب الفاشي النازي من قبل الشعب اليمني بأشكال شتى.

وأوضحت ان الانقلاب قوبل بمعارضة كبيرة من الناشطين الحقوقيين وشباب الثورة السلمية والكتاب وقادة الرأي والنخب السياسية والاجتماعية الذين يخوضون من ميادينهم السلمية كفاحا عظيم معارض للانقلاب، ومن أجل استرداد الدولة اليمنية.

وعبرت عن إدانتها لكل حالات الاستهداف التي طالت المدنيين لا سيما النساء والاطفال بعد تحميلها الانقلاب سبب الحرب، واعتبرتها جرائم ضد الانسانية، كما دعت إلى تحقيق شفاف وجاد ومستقل في إدعاءات انتهاكات حقوق الانسان في اليمن منذ 2011 وحتى الآن.

تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية انتصاراتها المتلاحقة في عدة جبهات في تعز على أمل فك الحصار بشكل كامل على المدينة التي استبد بها الحصار منذ عدة أشهر.

وتتوالى الوعود الحكومية والاقليمية بتسيير قوافل الاغاثة بعد فك الحصار عن المدينة. كما حذر الكثير من الناشطين من مرحلة مابعد التحرير وسط مخاوف من الالغام المزروعة وخطرها على حياة المواطنين، وكذلك محاولات المليشيا لتفجير الوضع من جديد.  

وفي هذا السياق، دعا الرئيسُ عبد ربه منصور هادي كافةَ أبناء محافظة تعز، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهةِ العناصر الدخيلة، مشدداً على ضرورة تضافر جهودِ المواطنين مع الأجهزةِ الأمنية للحفاظ على المكاسبِ التي حققتها قواتُ الجيش الوطني والمقاومة.

وثمَّن الرئيس هادي الجهودَ الكبيرة التي جسدها الأبطال من قواتِ الجيش والمقاومةِ  بتحرير اللواء 35 وفكِ الحصار عن المدينة.
وأكد هادي أن تعز كانت وما تزال عنواناً للمدنية والسلام والتعايش وحاملةَ مشاعلِ العلم والتنوير، لافتا الى أن تعز برجالِها الأبطال وساستِها الشجعان ومثقفيها، يرفضون السياسات الدخيلةَ على المجتمع، وأنهم قادرون على صنع المعجزاتِ وخلق حراكٍ ثقافي وتوعوي وسياسي يسهم في استباب الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتِها، والتعاون مع المنظماتِ الدولية والدولِ المانحة للبدء في عملياتِ الإغاثة وإعادة الإعمار.
كما دعا نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة  الفريق علي محسن صالح الأحمر، قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، إلى استكمال تنفيذ خطة تحرير المحافظة من مليشيا صالح والحوثي الانقلابية. وأكد الفريق الأحمر خلال اتصالات هاتفية أجراها الليلة الماضية بمحافظ تعز علي المعمري والقادة الميدانيين، للجيش والمقاومة ، استعداد السلطات الشرعية توفير جميع متطلبات استكمال معركة تحرير محافظة تعز من المليشيا.
وبدوره، وجه نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء خالد بحاح بتسيير قوافل اغاثية الى تعز بعد فك الحصار الجزئي عن المدينة. مشيرا الى ان الحكومة ستعمل على إعادة تعمير المدينة. واضاف بحاح في مؤتمر صحفي عقد اليوم في عدن ان من أولويات الحكومة حاليا استعادة الدولة ثم الانتقال الى استكمال العملية السياسية في البلاد.
الناطق باسم قوات التحالف، العميد أحمد عسيري، أشار إلى ان أن العمليات لا تزال جارية لإتمام عملية التنظيم وتعزيز القوات والقضاء على بقية جيوب الحوثيين في مدينة تعز. وأوضح عسيري أن تحرير تعز والسيطرة على مداخلها سيسمح بدخول المساعدات الإغاثية التي طالما انتظرت خارج المدينة، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية. لافتا في الوقت ذاته إلى أن الأولوية الأولى لقوات التحالف حاليا هي إدخال المساعدات الغذائية والطبية ورفع المعاناة عن المواطنين في مدينة تعز. ووصف عسيري تحرير تعز بأنه خطوة إيجابية إلى الأمام نحو إعادة هيبة الدولة وشرعية الحكومة على كامل أراضي الجمهورية اليمنية. كما أكد أن الحكومة اليمنية الشرعية سوف تعمل على إعادة تنظيم الوضع الداخلي في تعز بعد تحريرها.

*******تطورات ميدانية
ميدانيا..  تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومةُ من فك الحصار عن مدينة تعز، بشكل جزئي من المدخل الغربي الجنوبي في منطقة الضباب، والذي كانت تتمركز فيها مليشيا الحوثي والمخلوع.
وقال مصدر عسكري، إن القواتِ سيطرت كليا على منطقة الضباب بما في ذلك السجن المركزي وحدائقُ الصاَلح ومناطق أخرى من قبضة المليشيا بعد معارك ليلية عنيفة.
وأوضح المصدر، أن القواتِ  كسرت الحصار جزئي عن مدينة تعز ، حيث بات الطريقُ سالكا من وسط المدينة، فالضباب ومدينةُ التربة وصولا الى مدينة عدن العاصمةُ المؤقتة للبلاد.
وقالت مصادر محلية ان معارك اندلعت في شارع الاربعين حي الزنوج شمال المدينة وكذا محيط القصر الجمهوري ومعسكر قوات الامن الخاصة شرق المدينة
واضافت ان قوات الجيش الوطني سيطرت على جبل الوعش وتبة الصبري ومناطق المحضار والعواضي شمال مدينة تعز.
الى ذلك حذرت المقاومة من ان المناطق المحررة فيها كميات من الالغام التي زرعت من قبل المليشيا ودعت المواطنين للحذر.
هذا وسيطرت  قوات الجيش الوطني والمقاومة يوم أمس على مقر اللواء 35 مدرع في المطار القديم، وإدارةِ الشرطة التي كان الحوثيون يحتلونَها، وعددٍ من المباني, بما في ذلك جامعة تعز ونادي الصقر الرياضي ومناطق اخرى.
وفي الجبهة الغربية.. أعلنت قواتُ الجيشِ الوطني استكمالَ السيطرة كليا على مديرية المسراخ من قبضة المليشيا بعد تحريرٍ كاملٍ عزلة الاقروض.
قال رئيسُ المجلس العسكري في تعز العميد صادق سرحان، إن العملياتِ العسكرية مستمرةٌ حتى تحريرِ المحافظة كليا من المليشيا.
وأوضح سرحان، أن الجيشَ الوطني والمقاومةَ الشعبية  سيواصلان عملياتِهما العسكريةَ والقتالية النوعية في خطوة لاستعادة المدنِ وتخليص محافظة تعز والوطن من المليشيا الانقلابية.
وفي السياق ذاته.. بدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة عملية عسكرية واسعة لتحرير الجبهة الشمالية والشرقية من المدينة. وقالت مصادر ميدانية ان القوات سيطرت على تبة الصبري المطلة على أجزاء واسعة من عصيفرة ، فيما المعاركُ مستمرة على خطوطِ التماس في الجبهة الشرقية بالقرب من القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة.
وشهدت مدينة تعز احتفالاتٍ ومسيرات خرجت للشوارع، احتفاءً بالتقدم الميداني الذي حققه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الجبهة الغربية. وخرج مئات الشباب في مظاهرة وسط شارع جمال، مرددين شعارات مؤيدة للجيش والمقاومة.