مشاورات الأطراف اليمنية بسويسرا تدخل يومها الختامي وترقب لنتائج "الفرصة الأخيرة"
تدخل المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية المنعقدة في مدينة بال السويسرية، اليوم الأحد، ساعاتها الأخيرة دون تحقيق أي اختراق لجدار حل الأزمة، طيلة الأيام الخمس الماضية، فيما يتصاعد القتال على الأرض في أكثر من جبهة.
ويترقب اليمنيون ما ستؤول إليه اجتماعات اليوم الأحد، ولقاء الفرصة الأخيرة، رغم أن المؤشرات القادمة من المدينة السويسرية التي تستضيف المشاورات، تكشف المباحثات بين الفرقاء وصلت إلى طريق مسدود .
وكان من المفترض أن تستمر أيام المشاورات لمدة سبعة أيام( من 15- 21 ديسمبر)، لكن الأمم المتحدة التي ترعى اللقاء المباشر الأول بين الأطراق اليمنية منذ إندلاع الحرب، قلّصت المدة إلى ستة أيام .
ولم تعلن الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، رسمياً عن الموعد الختامي للمشاورات، لكن مصادر حكومية، قالت للأناضول، أنها أبلغتهم بأن الأحد سيكون الخاتمة، وقد يعقد المبعوث الخاص ، مؤتمراً صحفياً في ختام جولة المفاوضات المتعثرة .
و ذكرت المصادر، أن الأمم المتحدة أخفقت في إقناع الحوثيين بتنفيذ بنود أجندة أعمال المشاورات، وخصوصا فيما يتعلق بفتح الممرات الانسانية لادخال المساعدات إلى مدينة تعز، وسط البلاد، وكذا الكشف عن مصير المعتقلين السياسيين والعسكريين، الذين يصل عددهم إلى 900 معتقل .
وطبقا للمصادر، فقد واصل الحوثيون تعنتهم، ورفضوا إبدا أي مرونة فيما يخص المعتقلين السياسيين، واشترطوا وقف إطلاق النار بشكل كامل، ورفع الحصار الذي تفرضه القوات البحرية على الموانىء كشرط أساسي لمناقشة بند المعتقلين، وهو ما تخشاه الحكومة من نقل أسلحة جديدة لهم .
وأشارت المصادر، إلى أن الأمم المتحدة كانت تبحث في مفاوضات السبت، عن إحراز أي إتفاق يضمن عقد جولة ثالثة من المشاورات في يناير القادم، وعلى رأس ذلك، الاتفاق على تشكيل لجان ثنائية للتهدئة ووقف إطلاق النار، وكذا لجان الإغاثة .
و كانت الأطراف اليمنية قد اتفقت، اليومين الماضيين، على تشكيل اللجنتين الخاصتين بالتهدئة والإغاثة الانسانية، لكنها لم تحسم الأمر بشكل نهائي حتى بين أفراد الوفد الواحد، وذلك قبل يوم من ختام المشاورات .
ويتزامن مع التعثر المتواصل للمشاورات السياسية، وتضاءل الأمل بشكل كبير في الخروج حتى بإتفاق مبدئي لحلحلة الأزمة اليمنية، تصعيدٌ غير مسبوق على الأرض، زادت وتيرته منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، الثلاثاء الماضي .
وتقول الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي إن الحوثيين هم من باشروا بخرق قرار إطلاق النار، وأن التطورات التي حصلت في مأرب والجوف( شمال شرق) جاءت ردا على خروقاتهم .
ولم تتوقف الخروقات، في الهدنة الثالثة من عمر الحرب المتصاعدة منذ 26مارس الماضي، عند تبادل لإطلاق النار، ففي حين سيطرت القوات الحكومية على رقع استراتيجية في الجوف على الحدود السعودية، صعّد الحوثيون من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية صوب السعودية ومقرات عسكرية للقوات الحكومية، شرقي البلاد.
و اقتربت القوات الموالية للحكومة من تخوم العاصمة صنعاء التي يحكمها الحوثيون منذ اجتياحها في 21 سبتمبر العام الماضي، ليكونوا أمام جبهة لم يتوقعوها في الوقت الحالي، كما حصل في الجوف، التي استعاد الجيش الوطني لـ"هادي" أجزاءً واسعة منها دون صعوبات أو ألغام ، كتلك التي يزرعونها في مأرب ومداخل تعز، وسط البلاد .
و قبيل أيام من دخولها الشهر العاشر، تسببت الحرب في اليمن بمقتل 6 الآف مدني وإصابة نحو 28 ألف، فيما أجبرت المعارك 2.4 مليون شخص على النزوح داخلياً من منازلهم ، وفقا لإحصائيات أممية .