منذُ أنْ عرفَ الإنسانُ الدينَ وخاضَ الحروبَ بقي في تطورٍ دائمٍ ومستمر، ففي حين كانتِ الحروبُ القديمةُ في عصورِ ما قبلَ الحضارةِ لا ترعى للعدوِ حرمةً ولا تحترمُ له مقدساً، فقد تغيرتْ نظرةُ الإنسانِ للحروبِ بفعلِ تطورِ الوعي الإنساني، ورأى ضرورةَ حصرِها قدرَ الإمكان، كي لا تمتدَ آثارُها فتؤذي من لا علاقةَ له بها ولا مصلحةَ له منها، أو من لا قدرة له ولا رغبة في خوضها.