بناه حجرا حجرا، وكان يسكنُه مع عائلةٍ عددُها أكثرُ من اثني عشر فرداً من البنينِ والبناتِ، كانوا يعيشون فيه قبلَ أن تهاجمَ مليشيا الانقلابِ المدينة، فأصبحت أسرتُه مشتتةً بينَ نازحٍ في الأجزاءِ المحررةِ من المدينة ونازحٍ في القريةِ النائيةِ التي لم تكنْ نيرانُ الحربِ قد وصلتْ إليها، وتحوّلَ المنزلُ من بيتٍ يضمُّ عائلاتٍ تسدلُ على نفسِها ثوبَ الستر، إلى ثكنةٍ عسكريةٍ يتمترسُ فيها مقاتلون يتبعون مليشيا الانقلاب، وحينَ انسحبوا من هذا البيت، لم يتركوه على حاله .