اليوم يُحتفل باللاعب، وغداً يهمش. هذا ليس فقط شعور اللاعب الألماني الدولي مسعود أوزيل، الذي أعلن عن اعتزاله عبر تغريدة له على حسابه على موقع تويتر جاء فيها: "في عيون غريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم ومساعديه، أنا ألماني إذا فزنا ومهاجر، إذا خسرنا". نجوم كرة القدم من عائلات مهاجرة يلاقون المصير نفسه في البلدان الأوروبية الأخرى.
"عندما سارت الأمور على ما يرام، قرأت مقالات صحفية، ونعتوني بالمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو"، هذا كان ما كتبه اللاعب البلجيكي، المولود في أنتويرب ، لأبوين كونغوليين، في منتصف حزيران في مقالة على منصة الإنترنيت الأمريكية "منبر اللاعبين" "The Players Tribune". "إذا لم تسر الأمور على ما يرام، يتم نعتي بروميو لوكاكو، المهاجم البلجيكي من أصل كونغولي".
الهجوم على زيدان
كريم بنزيمة، لاعب فرنسي ذو أصول جزائرية، اشتكى في عام 2014: "عندما أسجل الأهداف، أنا فرنسي، وعندما لا أسجل، أنا عربي". في فرنسا هناك العديد من النقاشات حول طريقة معاملة لاعبي كرة القدم من أصول مهاجرة. بعد فوز فرنسا بكأس العالم لكرة القدم عام 1998، كان لا يزال يحتفل بالجندي المنتصر المتعدد الثقافات، زين الدين زيدان واعتباره مثالاً ناجحاً للاندماج في فرنسا. لكن بعد ذلك تعرض زين الدين زيدان، الابن لعائلة جزائرية مهاجرة، لهجوم من قبل حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف بسبب أصوله المهاجرة.
تعدد الثقافات: وصفة للنجاح
في عام 2010 بعد تصفيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، كان المزاج العام للفرنسيين منخفض. وبشكل مفاجئ ألقي اللوم على العديد من اللاعبين الذين لديهم جذور عربية أو أفريقية وقيل بأنهم المسؤولون عن هزيمة فرنسا في كأس العالم. وبعد مرور عام اتضح أنه حتى مدرب المنتخب الفرنسي لورانت بلانك، كان قد تحدث في اجتماع للاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن الاقتراح الخاص بقبول مراكز التدريب في البلاد 30 بالمائة فقط من اللاعبين من ذوي الجنسية المزدوجة. ويشاع بأن بلانك قد صرح خلال الاجتماع بالتالي "نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب أنفسنا وأنه يجب أن يكون لدينا معايير مختلفة، تتكيف مع ثقافتنا الخاصة". عندما أصبح محضر الاجتماع علنياً، تراج بلانك عن اقتراحه. لم تحقق النسبة المذكورة والتي يجب أن تكون للاعبين من ذوي أصول مهاجرة، وفي عام 2018، أصبح فريق آخر متعدد الثقافات من فرنسا بطل كأس العالم لكرة القدم.
خوليت: "إذا لعبت بشكل جيد، يتم تقبلي"
يبدو أن التعرض للعنصرية في حالة الفشل الرياضي أصبح نتيجة متوقعة، كماهي تجربة اللاعب الهولندي السابق رود خوليت، نهاية ثمانينات القرن الماضي، وهوأحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم. جيله كان يتقبل العنصرية بطريقة مختلفة، كما يتذكر خوليت، الذي كان والده ينحدر من سورينام، ويقول: "لم يكن لدينا أي دعم في ذلك الوقت، لذلك قلت لنفسي إن هذا حدث لأنني مختلف، شعرت وقتها أنني أستطيع التعامل مع هذا عن طريق اللعب بشكل جيد. صحيح أنني أبدوا مختلف، ولكن عندما ألعب بشكل جيد، يتم تقبلي".
اللاعب الدولي ماريو بالوتيلي
التحول إلى اليمين في العديد من البلدان الأوروبية أدى إلى تفاقم مشكلة العنصرية في عالم كرة القدم وأصبح النقاش حول هذا الموضوع أكثر حدة. الأشخاص الذين لديهم خلفية مهاجرة يفقدون مصداقتهم في الرأي العام، ليس فقط في عالم كرة القدم. لاعب ريال مدريد الدولي ماريو بالوتيلي بإمكانه أن يألف رواية عن ذلك. هذا الشاب البالغ من العمر 27 عاماً، والمولود في باليرمو، وهو ابن مهاجرين غانيين، يتعرض للهجوم العنصري على الدوام.
قبل كأس العالم 2018، والتي لم يتمكن الفريق الإيطالي من التأهل إليه، كان اقتراح بالوتيلي بتولي قيادة منتخب إيطاليا، شخص مثله ينحدر من إفريقيا، هو "رمز مهم لجميع المهاجرين القادمين إلى إيطاليا ". وتجاوب وزير الداخلية الإيطالي وزعيم ليغا نورد اليميني المناهض للأجانب على الفور وقال بإن قائد الفريق يفترض أنه ممثل البلد، وتمنى لبالوتيلي "الاستمتاع بالعمل وبالكرة".