يؤكد المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد ان هناك اتفاقا على خطة تحضيرية لوقف إطلاق النار في اليمن لفترة لا تقل عن خمسة عشر يوما ثم تتحول بشكل مستدام.
كلام المبعوث الأممي فتح باب التساؤلات على مصراعيه بشأن مستقبل الحرب والسلم في اليمن، حيث جاء التصريح بعد يوم فقط من بيان الخارجية الأمريكية حول اجتماع الرباعية بحضور عُمان، الأحد الماضي.
جاء في البيان أن المقترحات الأممية تمثل تسلسلا للإجراءات السياسية والأمنية، واستئناف المشاورات على ان تتوقف الأعمال العدائية بعد أسبوعين من لقاء وفدي المشاورات في عمان.
ككل مرة يدفع المجتمع الدولي لعقد جولة جديدة من المشاورات برغم عدم توفر أرضية مناسبة في ظل عدم وجود ضمانات من قِبل الحوثيين، ورفض الحكومة للخارطة الأممية الحالية، وانتظارها لخارطة جديدة تستند على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها.
ليس يقينا ما إذا كان الوزير كيري سيسمح بإجراء تعديلات في الخطة يمكن أن تشجع الحكومة ومن خلفها الرياض على القبول بها.
فكثيراً ما انشغلت الأمم المتحدة وواشنطن في التعرف على شروط الانقلابيين ورغباتهم وظلت تبحث عن وسيلة تحقق بها مطالبهم، لكنها لم تلق بالا لما يريده اليمنيون ولا اكترثت لصرخاتهم.
ما الذي تغير ليلقي المجتمع الدولي ثقله في تحريك السائل السياسي بعد تجميده لأشهر طويلة.. أمور كثيرة تغيرت بفعل الحرب التي فرضت معطيات جديدة وخلفت مصائب جديدة في بلدٍ لا تنقصه الأزمات الإنسانية، بعد كل الدمار والخسائر في الأرواح.
الشاهد أن السلوك الدولي طوال الفترة الماضية تسبب في نمو رغبة الانقلابيين باستغلال محاولة إنقاذهم، تجلى ذلك مؤخراً في دعوة قيادات في حزب المخلوع إيران للاستفادة والاستغلال الإيجابي؛ لتوظيف التحرك السياسي الخارجي والعلاقات الدبلوماسية لطهران اعقب ذلك تصريح للمتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي، في هجومه على وزيري الخارجية الأمريكي والسعودي، بقوله " إذا كان هناك نفوذ إيراني في اليمن، فلا علاقة لكيري والجبير بذلك.
بين وعود السلام المحتمل والمواجهات الجارية اذاً تستمر حرب اليمن بكل تعقيداتها المحلية والإقليمية.