وباتت انظار الجزائريين تتجه الى يوم الجمعة الذي أصبح موعدا أسبوعيا للتظاهر، كما حدث في الأسبوعين الأخيرين من خلال مسيرات حاشدة في أرجاء البلاد.
ويتزامن نهار الجمعة هذا الاسبوع مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الذي عادة ما يعرف خروجا قويا للنساء.
وفي وسط العاصمة اصطفت ست شاحنات للشرطة مع شاحنة لرش المتظاهرين بالماء، في ساحة البريد المركزي قلب مدينة الجزائر النابض الذي حوله الطلاب لعدة ساعات الثلاثاء إلى مكان انشدوا فيه أغانيهم المعارضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
واتخذت ترتيبات أمنية مماثلة في ساحة أودان على مسافة حوالى 500 متر من نقطة التجمع المعهودة الأخرى للمعارضين لترشح بوتفليقة.
وفي أول رد فعل للولايات المتحدة حيال الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر ، دعت إلى احترام حق الجزائريين في التظاهر السلمي. كما دعت المفوضية الأوروبية من جانبها إلى احترام "حرية التعبير والتجمع" في الجزائر.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو للصحافيين قائلا "نحن نراقب هذه التظاهرات في الجزائر وسنواصل فعل ذلك"، مشددا على أن "الولايات المتحدة تدعم الشعب الجزائري وحقه في التظاهر السلمي".
ومنذ بدأت التظاهرات في هذا البلد رفضا لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، هذا أول رد فعل أمريكي على الوضع في الجزائر. لكن رد فعل الولايات المتحدة لم يتطرق إلى دوافع الاحتجاجات ولا إلى ترشح الرئيس المنتهية ولايته لعهدة خامسة.
كما دعت المفوضية الأوروبية الثلاثاء إلى احترام "حرية التعبير والتجمع" في الجزائر، وقالت مايا كوشيانتشيتش المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية خلال مؤتمر صحفي في بروكسل "عندما نتكلم عن التظاهر، نذكر بأن حرية التعبير والتجمع مدرجة في الدستور الجزائري".
وأضافت "ننتظر التحقق من ممارسة هذه الحقوق سلميا وأن تضمن في إطار دولة القانون".
وأكدت فرنسا اليوم الأربعاء، موقفها الحذر بخصوص الوضع في الجزائر، وهو ما يمكن استنباطه من ردود وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان عندما سأله أحد النواب خلال جلسة في البرلمان الفرنسي، حيث رد جان إيف لو دريان "بذكر الروابط القوية والمتعددة التي توحد الجزائر وفرنسا"، وأهمية الجالية الجزائرية في فرنسا “، وبالنسبة للوزير الفرنسي، “كل ما يحدث في الجزائر له آثار في فرنسا”.
كما تحدث الوزير الفرنسي عن أحداث مهمة بعد قرار الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة خامسة، حيث قال “أرى أهمية المظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي حدثت منذ قرار الرئيس بوتفليقة الترشح للانتخابات”.
وأضاف "ألاحظ أيضا أن المظاهرات ظلت سلمية وأن قوات الامن قدمت ردا على المقاس".
وتابع "آمل حقا أن تستمر روح المسؤولية هذه وأن يجد الشعب الجزائري الطريق للخروج من هذه الأزمة. ولهذا نأمل فى ان تتم العملية الانتخابية فى ظروف جيدة بكل شفافية".
كما أكد أيضا أن "هذه لحظة أساسية في تاريخ الجزائر، يجب أن تجد الجزائر الزخم اللازم لمواجهة التحديات التي تواجهها والحافز اللازم لتلبية التطلعات العميقة لشعبها، بهذه الروح نقدر الوضع اليوم".