قال السفير أحمد بن حلى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، خلال مؤتمر الديمقراطية فى القرن 21 المنعقد بمكتبة الإسكندرية، إن التجربة الديمقراطية الوليدة فى الوطن العربى ورياح التغيير التى هبت على المنطقة العربية، فيما عرف بثورات الربيع العربى هى نتيجة حتمية لإرهاصات شعبية وتفاعل اجتماعى وواقع المجتمعات العربية للتطور، ومواكبة العالم من حولها ومقتضيات العصر ومتطلبات العالم، والعالم العربى جزء من العالم ولا يعيش فى جزيرة منعزلة.
وأوضح أن من قاد تلك التغييرات هو شباب عربى واع قلق على مستقبله ومستقبل وطنه وأمته، مؤكدا أن هناك أجندات خارجية كان لها دور فى تحقيق الفوضى الخلاقة وإعادة رسم الخريطة بالمنطقة العربية، موضحا أن بعض تلك الانتفاضات قد انزلقت من المطالب إلى العسكرة واقتطاف ثمار تلك الانتفاضات من قبل آخرين يريدون القهقرة بالدول العربية فى نمط قديم من الحياة لا يتماشى مع الواقع، مضيفا هنا دخل الإرهاب بكل قسوته لتمس صميم الشعوب العربية فى الصميم.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بمؤتمر الديمقراطية للقرن الـ21، موجها حديثه إلى أوروبا "لا يوجد أقليات فى الشعوب العربية، والمسيحى والشيعى والامزيغى، هو ابن المنطقة ومكون رئيسى من الوطن العربى مما أعطى لها زخمها وقوتها وقادة الحضارة فى فترات سابقة".
وأكد أحمد بن حلى أن تلك الانتفاضات جاءت عفوية ولكنها متأخرة عن بعض الدول العالمية، وحان الوقت لوضع أسس الديمقراطية الصحيحة، التى تنبع من الواقع ومكونات وظروف الشعب بشكل متدرج لتجسد وتترجم التطلعات لكل شعب وكل منطقة.
وقال "القمة العربية فى تونس 2014 أكدت على احترام الديمقراطية فى صنع القرار وسيادة القانون وضمان استقلال القضاء وحرية التعبير والفكر والمعتقد"، مشيرا إلى أن التطبيق لم يكن على المستوى المطلوب. وأشار إلى أن الجامعة العربية تستعرض تقريرا خاصا فى كل عام يستعرضه القادة العرب، وأن الوطن العربى حاليا به 3 ملامح من الديمقراطية أولها ديمقراطية المحاصصة وديمقراطية التوافق كما فى العراق، والنموذج الثالث هو ديمقراطية الصندوق.