دعا المجلس العربي للدفاع عن الثورات الديمقراطية الشعوب العربية في مختلف دول الربيع العربي للتمسك بحقها المشروع في التحرر والاستقلال والتنمية العادلة والسيادة والديمقراطية، واليقين بحتميّة الانتصار رغم كل العراقيل والمؤامرات.
وشدد المجلس في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير المصرية على أهمية تمسك كل القوى السياسية والشبابية ومنظّمات المجتمع المدني بالنضال الثوري السلمي من أجل إنجاح المسار الثوري وتحقيق أهدافه وإجهاض مخططات القوى المضادّة للثورة.
وعبر المجلس الذي يرأسه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي ونائبه توكل كرمان والدكتور أيمن نور عن رفضه المطلق للتدخل الأجنبي بأشكاله المختلفة في شؤون المنطقة العربية .
واعتبر أن أسوأ أوجه التدخل ما يقوم به حكام دولة عربية صغيرة في تمويل مخططات التآمر على أحلام شعوبنا في الانعتاق والحريّة، داعيا إياهم إلى العدول عن هذه السياسة الهدّامة التي أضرّت بكلّ دول المنطقة وأساءت قبْلا لمصلحة شعبهم.
ويؤكد المجلس عزمه على تكثيف الجهود من أجل مزيد التنسيق بين مختلف قوى الثورة الديمقراطية في بلدان الربيع العربي لتبادل التجارب والخبرات في إدارة المراحل الانتقالية خاصّةً، والتصدي المشترك لغرفة العمليات الموحّدة للثورات المضادة.
وفيما يلي النص الكامل للبيان:
تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة لانطلاق ثورة الشعب المصري في خضم مسار الثورات العربية الذي انطلق من تونس وسرى في هشيم الاستبداد العربي ليشمل مصر واليمن وليبيا وسوريا.
خمس سنوات مرّت ولم تهدأ ارتدادات تلك الهبة الشعبية في العديد من العواصم العربية رغم كل محاولات إخمادها.
مثّل انطلاق الثورة في المجال العربي أملا عظيما في التحرر والانعتاق والتنمية العادلة وبناء الدولة الديمقراطيّة بقرارها الوطني المستقلّ وسيادة شعوبها الكاملة على الثروات الوطنية للخروج من الفقر والتخلف والتبعية، وتحقيق أمل راود الشباب العربي في وطن حرّ يضمن الرفاه وأسباب الحضور في العصر.
لقد انطلقت القوى المضادّة للثورة في مؤامرات تضافر فيها الإعلام المأجور والمال الفاسد والإرهاب المصنوع بتخطيط من قوى إقليميّة ودوليّة لإجهاض ما تحقّق من مكاسب من أهمّها منسوب الحريّة غير المسبوق ودخول الناس إلى المجال العام وانتخابات حرّة ودساتير ديمقراطيّة.
عرفت قوى الثورة مشاكل وعراقيل ذاتيّة أربكت أداءها بسبب غياب التخطيط وضعف التسيير وارتعاش الأيادي وعجزها عن تحقيق العديد من أهداف الثورة ومطالب الشارع في الاستقرار والعيش الكريم والشغل وإصلاح مظالم الماضي، وفشلها في استحقاقات العدالة الانتقالية وإصلاح القضاء والإعلام والمنظومات الأمنية والعسكرية والإدارية. وقد أنتج ارتباك المسار احتقانا اعتمدت عليه القوى المضادة للثورة للانقلاب على الاختيار الشعبي.
لم ينجح الدعم الخارجي والداخلي للقوى المضادّة للثورة في إنجاز ما وعدت به لتبرير عودتها، فتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتراجع منسوب الحريّة وتوسّع القمع المنهجي وانفتح المشهد على احتراب أهلي وتوحّش دموي وصراع طائفي ومذهبي مدمّر، وتحوّل المجال العربي مسرحا للعبة المحاور والمصالح والتدخّل الأجنبي.
في غمرة هذا المشهد الدامي، فإن المجلس العربي للثورات الديمقراطية، بعد ترحمه على أرواح شهداء الثورات العربيّة الأبرار، وتضامنه الكامل مع المضطهدين والمظلومين وضحايا القتل والتهجير والحصار في سوريا واليمن وفلسطين والمساجين في مصر وفي مقدّمتهم الرئيس المصري المنتخب ديمقراطيا محمّد مرسي، يتوجه بالدعوة الى الشعب العربي في مختلف بلدان الربيع للتمسك بحقه المشروع في التحرر والاستقلال والتنمية العادلة والسيادة والديمقراطية، واليقين بحتميّة الانتصار رغم كل العراقيل والمؤامرات.
كما يوجه دعوته إلى كل القوى السياسية والشبابية ومنظّمات المجتمع المدني لمواصلة النضال الثوري السلمي من أجل إنجاح المسار الثوري وتحقيق أهدافه وإجهاض مخططات القوى المضادّة للثورة.
ويعبّر المجلس عن رفضه المطلق للتدخل الأجنبي بأشكاله المختلفة في شؤون منطقتنا، مذكرا القوى الدوليّة والإقليمية بأنّ حفظ مصالحها مشروط باحترام إرادة الشعوب. ويعتبر أن أسوأ أوجه التدخل ما يقوم به حكام دولة عربية صغيرة في تمويل مخططات التآمر على أحلام شعوبنا في الانعتاق والحريّة، داعيا إياهم إلى العدول عن هذه السياسة الهدّامة التي أضرّت بكلّ دول المنطقة وأساءت قبْلا لمصلحة شعبهم.
ويؤكد المجلس عزمه على تكثيف الجهود من أجل مزيد التنسيق بين مختلف قوى الثورة الديمقراطية في بلدان الربيع العربي لتبادل التجارب والخبرات في إدارة المراحل الانتقالية خاصّةً، والتصدي المشترك لغرفة العمليات الموحّدة للثورات المضادة، ودعم التعاون الوثيق بين قوى الثورة في المجال الإعلامي والثقافي والسياسي.
تمثّل ذكرى ثورة 25 يناير فرصة لاستنهاض همم قوى التغيير في المنطقة ولإعادة توجيه البوصلة نحو تحقيق هدف الثورات العربيّة في تحرير الإنسان العربي شرطاً رئيسيّا للتخلص من الفقر والتبعية والاستبداد واسترداد الحقوق وتحرير الإرادة والأرض.
اذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
الهيئة التأسيسية
للمجلس العربي للثورات الديمقراطية