ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه للمرة الأولى منذ بدء الثورة السورية قبل ما يزيد عن أربعة أعوام، شرع الرئيس الأميركي باراك أوباما في تنفيذ مقاربة مزدوجة فيها شقّان، أحدهما دبلوماسي والآخر عسكري، وذلك لدفع الرئيس بشار الأسد إلى الرحيل وإنهاء حمام الدم بسورية.
وأضافت الصحيفة أنه بعد اتخاذ القرار بإرسال وحدات من القوات الخاصة إلى سورية لدعم جماعات المعارضة السورية المسلحة، تراهن الإدارة الأميركية على ربح وزير الخارجية، جون كيري، لهامش مناورة أكبر لدفع روسيا وإيران، وباقي الفاعلين لقبول هدفين؛ أولهما إقرار وقف لإطلاق النار للحد من عمليات القتل، وثانيهما تحديد جدول زمني لانتقال السلطة.
في المقابل، أوضحت الصحيفة أن هذه المهمة صعبة التحقق، نظراً لاختلاف مصالح البلدان والأطراف المتدخلة بما يجري داخل الساحة السورية، وكذا للعدد المحدود للقوات الأميركية بسورية، وهو ما دفع مسؤولين كبار داخل الإدارة الأميركية إلى التعبير بشكل غير علني عن شكوك بشأن مدى نجاعة تلك الجهود.
إلى ذلك، أبرزت "نيويورك تايمز" أنه بينما يظل كيري متفائلاً بشأن قدرة العمل الدبلوماسي على وقف عمليات القتال، وتوجيهه انتقادات للبيت الأبيض بسبب عدم تحركه بسرعة، فقد عبر عن شكوك أمام مساعديه بشأن مدى قدرة التدخل الدبلوماسي على عجل في دفع قوى متعارضة بشكل كبير على قبول حل سياسي.
الصحيفة الأميركية لفتت إلى أن كيري سيتوجه إلى فيينا نهاية هذا الأسبوع، وسيدعو عدداً من البلدان المجاورة لسورية والقوى الأوربية إلى تفعيل إعلان المبادئ، الذي تم التوصل إليه قبل أسبوعين، وجعله كمخطط أولي لاتفاق سياسي. كما أضافت أن كيري يحاول جاهداً ضم ممثيلن عن نظام الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات.
إلى ذلك، سلطت الصحيفة الضوء على كون التحرك الأميركي لممارسة الضغوط لخلق هامش للمناورة للشروع في المفاوضات يتماهى مع الاستراتيجية التي سخرتها الإدارة الأميركية لدفع إيران للجلوس على طاولة المفاوضات التي توجت بالتوصل إلى الاتفاق النووي قبل أشهر. غير أن "نيوروك تايمز" نبهت إلى أنه في حالة إيران، كانت معظم القوى العالمية متفقة فيما بينها، فيما يصعب بالنسبة لسورية إيجاد إجماع مماثل.