في اللحظة التي يرتقب اليمنيون مآلات انقلاب عدن، بانتظار ما ستسفر عنه اجتماع جدة المرتقب باعتباره محطة مهمة في مسار الأزمة اليمنية.
تصريحات نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري أكدت أن موقف الشرعية حكومة ورئاسة من انقلاب عدن لا يزال ثابتا إزاء رفض أي نقاشات أو حوار قبل إزالة آثار الانقلاب القائم.
رهان الشرعية
لا شيء إذاً يلوح في أفق الأزمة الجديدة سوى أن هناك حالة من التطبيع مع الأمر الواقع الذي يسيطر فيه حلفاء الإمارات على عدن ومحيطها، في مقابل وقف أي تصعيد باتجاه شبوة أو حضرموت.
يؤكد جباري أن مفاوضات جدة انتهت ولم تحدث من أساسها، وأنه لا وجود ولا صحة لأي حديث عن تعديلات حكومية.
رغم التقليل من الآمال بشأن ما يمكن أن ينتج عنه حوار جدة، إلا أن تعثره يكشف عن محطة أخرى قد تطيل مدة الأزمة اليمنية، وتزيد من تفاقمها.
فسقطرى تبرز كواجهة جديدة للأحداث وسط صمت حكومي مريب، فيما يحارب محافظ المحافظة رمزي محروس وحيداً.
وعلى القرب من ذلك، يقول مراقبون أن الوضع في محافظتي شبوة وأبين لا يزل مرشحاً للانفجار إذا لم تدير الشرعية معاركها دون انتظار تدخل الرياض.
يبدو أن الإمارات عازمة على تنفيذ أجندتها، فهل سترضخ الشرعية أم ستدفع بثقلها على الأرض؟
حوار الميدان
الباحث السياسي عادل دشيلة قال إن حوار جدة فاشل منذ اليوم الأول لأن الطرف الآخر(المجلس الانتقالي) جاء من أجل إحراز أي تقدم، سواء سياسي أو عسكري، وفرض شروطه على الحكومة الشرعية بعد سيطرته على الأرض.
وأضاف دشيلة، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، إلى أن الإمارات تتحكم بمليشيات المجلس الانتقالي، فمن جهة تحشد في شبوة وأبين وتسعى لتفجير الوضع عسكريا في حضرموت، ومن جانب تتحاور مع السعودية في مدينة جدة، وترفض الحوار مع الحكومة اليمنية، بالتالي أبوظبي لم تكن جادة في حوار حقيقي من أجل أمن ووحدة واستقرار اليمن.
مشيرا إلى أن هناك خلاف سعودي إماراتي على أرض اليمن يتحمل نتائجه اليمنيين.
وعن السيناريوهات المتوقعة في حال فشل حوار جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، لفت دشيلة إلى أن التصعيد العسكري والتقسيم إحدى هذه السيناريوهات.
عدن مدينة أشباح
من جهته؛ الصحفي، أحمد ماهر تحدث عن الوضع في عدن والمحافظات التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي منذ انقلابه على الحكومة الشرعية منتصف أغسطس الماضي.
لافتا إلى أن المجلس الانتقالي لم يقدم أي جديد في المحافظات الخاضعة لسيطرته سوى مداهمة منازل المعارضين لهم وترحيل أعضاء الحكومة والمؤسسات الإدارية، وتردي الخدمات وتصاعد الأزمات.
لافتا إلى أن المجلس الانتقالي لم يقدم أي جديد في المحافظات الخاضعة لسيطرته سوى مداهمة منازل المعارضين لهم وترحيل أعضاء الحكومة والمؤسسات الإدارية، وتردي الخدمات وتصاعد الأزمات.
مضيفا أن الوضع في عدن أصبح صعب جداً بالنسبة للمواطنين والانفلات الأمني والقتل الغير مبرر وانتهاكات حقوق الإنسان في ازدياد، وأصبحت عدن خالية من كل معارض لسياسة المجلس الانتقالي، فمنهم من طرد وأصبح خارج البلاد، ومنهم من نجا بنفسه خوفا على حياته، بحسب ماهر.
ووافق حديث ماهر الباحث دشيلة، حيث قال إنه من الطبيعي أن تبقى عدن مدينة أشباح كون من يحكمها مليشيات مناطقية قروية، لافتا إلى أن الإمارات ومنذ اليوم الأول لدخولها عدن قبل أربع سنوات كانت تحاول أن يكون هذا السيناريو في العاصمة عدن.
منوهاً إلى أن لا حل ولا سلام ولا استقرار إلا بعودة الدولة ومؤسساتها إلى عدن، متوقعا سيناريوهات قادمة أسوأ مما حدث.
منوهاً إلى أن لا حل ولا سلام ولا استقرار إلا بعودة الدولة ومؤسساتها إلى عدن، متوقعا سيناريوهات قادمة أسوأ مما حدث.
من جهته؛ عضو اللجنة الإعلامية في المجلس الانتقالي منصور صالح قال إنه حتى الآن لا يوجد حديث عن أن هناك فشل للحوار بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، لافتا إلى أن الحوار – الذي قال بأنه غير مباشر - ما زال مستمراً والأمور في بدايتها.
مشيرا إلى أنهم – في المجلس الانتقالي – أمام إشكالية تتعلق بالشرعية وتفككها، واختلاف مواقفها، بالتالي ستوجد صعوبة قادمة بالنسبة للحلول والمعالجات في الأزمة الحالية.
مضيفا أن المجلس الانتقالي على وشك أن ينتصر "لإرادة الجنوبيين وقضيتهم واستعادة حقوقهم، لكن لا يريد أن يكون ذلك على أنهار من الدماء، بل بحالة من السلاسة والتراض بين الطرفين".
من جهته؛ الناشط الحقوقي والسياسي عادل الحسني قال إنه من المُعيب محاورة من لا يملك قرار ولا سيادة، وهو مجرد أداة لطرف آخر.
مردفا القول ان المليشيات الموالية للإمارات لا تعترف بالدولة اليمنية ولا بالقانون الدولي ولا بالقضاء والمؤسسات، وقامت بانتهاك الحُرمات والأعراض
وعن صمت الشرعية تجاه ما حدث في عدن، قال دشيلة إن الحكومة اليمنية هي حكومة ائتلاف وطني من كافة الأحزاب السياسية، بالتالي هناك تصفية حسابات بين هذه الأحزاب، بالإضافة إلى تواجد الحكومة في الرياض وتلقيها الدعم والتعليمات من السعودية.