اغتيال دوكم خطيب جامع العيسائي بتعز المعروف باعتداله وخطابه المدني يدق أجراس الخطر من تصدير مسلسل اغتيال الخطباء الذي يحدث في عدن منذ أكثر من عامين.
اغتيال دوكم يدلل على أن المخرج بدأ بتوسيع نطاق الجريمة من عدن إلى تعز، مستهدفا الخطاب المعتدل ليحل محله الخطاب المتطرف والخاضع، في مهمة يراها البعض تمهيدا لاستلاب وعي المجتمع والقضاء على الأصوات الحرة التي يحتمل أن تعارض أي مشروع استبدادي محتمل.
كان خطاب دوكم تحرريا ثوريا يدعو للحرية والكرامة، وهذا ربما يفسر استهدافه أولا، لكن السؤال هل سيكتفي القتلة بدوكم أم أنه أول حلقة في مسلسلهم الدموي؟
عدم ظهور قادة المحافظة في قضية هزت المدينة كهذا، أثار استياء الشارع الشعبي في تعز، بل قال البعض إن الصمت مؤشر تواطؤ، خصوصا مع احتمالية أن يكون القاتل ذا ارتباطات إقليمية وإرهابية.
النائب البرلماني شوقي القاضي، قال إن منطق العدالة والقانون يستدعي توجيه التُّهمة إلى جميع المُشتبَه بهم، أيَّاً كانوا، سيما خصومه المشهورين، في مقدمتهم أبو العباس والنائب البرلماني عبد الله أحمد العديني، باعتبار خصومتهما وتحريضهما سابقا على الفقيد.
والسؤال :هل ستتحرك السلطة المحلية في تعز أم ستدع شكوك التواطؤ تتجه نحوها بشكل أكبر؟
اغتيال عمر دوكم شكل صدمة كبيرة للمواطنين من جميع التوجهات الدينية والسياسية.
مات دوكم لكن كلماته ستبقى وهجا في أذهان محبيه واليمنيين جميعا، فقد قال يوما: الحرية قبل الشريعة، المواطن قبل الوطن، الإنسان أولا وأخيرا".