المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومتي سويسرا والسويد سيعقد بمشاركة نائب رئيس الاتحاد السويسري وزير المالية الفيدرالي ونائبة رئيس الوزراء وزيرة التنمية والتعاون الدولي والمناخ في الحكومة السويدية وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ووزراء خارجية العديد من الدول المانحة بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني .
في هذه القاعة سيجتمع الأغنياء والمتخمون ليناقشوا وضع بلد يعاني من المجاعة الأكثر توحشا في تاريخ البشرية بحسب إحصاءات المنظمات التابعة للأمم المتحدة .
بدلا عن إيجاد حل سياسي لإنهاء المجاعة والازمة في اليمن يفضل العالم المتحضر و اللاعبون في الملف اليمني جمع الفتات لإراحة ضمائرهم واسقاط المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن كواهلهم.
في ابريل الماضي فشلت الأمم المتحدة في جمع المبالغ التي أعلنت عنها في خطة الاستجابة السابقة والمقدرة بأكثر من مليار وثمانمائة مليون دولار فيما تعهدت السعودية والامارات هذه المرة بتقديم مليار دولار .
وتكشف المعلومات عن اتفاق تم بين كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأمم المتحّدة على طرق تحويل مبلغ 930 مليون دولار أمريكي في تاريخ أقصاه 31 مارس لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018م.
وبعيدا عن تحويل اليمن الى بلد غارق في الفقر والمعاناة لن يناقش أحد حقيقة المشاكل التي يواجهها وكيف يمكن انهاء معاناة ملايين اليمنيين.
ولن يطرح احد أسئلة عن كيف تحولت الأطراف التي تدخلت لمساندته الى احد أسباب معاناته وتشظيه.
وفي تناقض واضح بين الأهداف المعلنة والممارسات على الأرض قال مكتب امين عام الأمم المتحدة ان الرياض وأبو ظبي اتفقتا على تقديم 70 مليون دولار أمريكي إضافية بشكل ثنائي بين البلدين لدعم إعادة تأهيل الموانئ والبني التحتية في اليمن، في الوقت التي لا تزال فيه الدولتان تعملان على فرض سيطرتهما على تلك الموانئ على يد مليشيات تابعة لها وتمنعان الحكومة الشرعية من الاشراف عليها.
وتنص خطة الاستجابة في حالة توفر التمويل الكامل للخطة، ان تقدم الأمم المتحدة مساعدات غذائية طارئة إلى أكثر من 5 ر8 ملايين شخص يمني، وخدمات تغذية صحية إلى 6ر5 ملايين من الأطفال والنساء الحوامل والأمهات، ومياه آمنة إلى 4ر5 ملايين شخص، وذلك من بين المساعدات المختلفة.
كما ستقوم الأمم المتحّدة وشركاؤها بإعادة تأهيل أكثر من 1,400 مدرسة و650 مرفق صحي تدمرت بسبب الحرب والمواجهات الدائرة منذ بدء انقلاب مليشيا الحوثي.
بين ما تحتاجه اليمن فعلا وما يتم تصوير الوضع عليه ثمة بلد ينزلق نحو الضياع والعالم يتفرج على معاناته ويقدم له وصفات علاج خاطئة لا تضمن شفاءه بقدر ما تبقيه في غرفة العناية المركزة.