العاصمة المؤقتة التي لم تهدأ يوما منذ طرد مليشيا الحوثي، بل تعيش على صفيح ساخن وترقد في فوهة بركان ينذر بالانفجار هذه المرة من كريتر.
لعبة مكشوفة
تصاعد الأحداث جاء على خلفية تشييع القيادي في "الحزام الأمني" أبو اليمامة وقيام مسلحي الانتقالي باستهداف بوابات قصر معاشيق حيث يوجد رئيس الحكومة ووزراؤها.
تبدو اللعبة مكشوفة منذ البداية، فقد سربت معلومات عن خطة الانتقالي بمحاولة نشر الفوضى خلال تشيع ضحايا حادثة معسكر الجلاء.
الصحفي أحمد ماهر قال إن الوضع الميداني في مدينة عدن متوتر حتى مساء الأربعاء، حيث شهدت أحياء وشوارع المدينة ومديرياتها انتشار مسلح وتحديدا مديرية كريتر (منطقة يتواجد فيها القصر الرئاسي) وخور مكسر، حيث يقع فيها معسكر بدر.
وأضاف ماهر خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء أمس الأربعاء، أن الوضع في عدن مرشح للانفجار في أي لحظة إذا لم يتم احتواء الموقف من قبل التحالف العربي والشرعية وايقاف الصراع، الذي وصفه بالصراع السياسي على مكاسب خاصة.
وبشأن من الذي يحاول مهاجمة ألوية الحماية الرئاسية، أوضح ماهر إلى أن هذه القوات تابعة لدولة الإمارات وإن اختلفت مسمياتها وتشكيلاتها؛ كون أبو ظبي هي من مولت وسلحت وغذت هذه المليشيات، بالتالي هي وحدها (الإمارات) من تتحمل المسؤولية.
وبيَّن ماهر إلى أن الإمارات عمدت على خلق وضع من عدم الاستقرار في عدن منذ وصول قواتها إلى المدينة، لافتا إلى أن هناك خلل في الجهاز الأمني في عدن، وخلل مع علاقة التحالف بالشرعية.
واعتبر ماهر سقوط عدن بيد المليشيات المسلحة انهيارا للدولة بشكل عام، واصفا الصراع في المدينة بصراع جنوبي - جنوبي.
وقلل ماهر من العربات والمعدات العسكرية التي دفعت بها السعودية إلى عدن يوم الاثنين، لافتا إلى أن المجلس الانتقالي أكثر تسليحاً وعتاداً من الشرعية.
علاقة التحالف
بدوره؛ وزير النقل صالح الجبواني قال إن الوضع في عدن عاد إلى وضعه الطبيعي، وشهدت عدن استقرارا ملحوظا بعد مواجهات شهدتها بعض المناطق في المدينة.
وأضاف الجبواني، خلال حديثه لقناة بلقيس، أن الدولة اتخذت كل الاحتمالات للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة والدفاع عن مؤسسات الدولة في عدن، مردفا أنه لا يمكن للمليشيات أن تكون بديلا عن الدولة ولا يمكن أن نسلم الدولة لهذه المليشيات التي عاثت فسادا في عدن.
وأوضح الجبواني أن وجودهم في مناصبهم هو للدفاع عن سيادة البلاد من المليشيات.
وعن موقف التحالف حول ما يجري في عدن، قال الجبواني إن التحالف عبر عن رفضه لما حدث في عدن وفق حديث وزير الداخلية اليمني.
الجبواني لفت إلى أن موقف التحالف لا بد أن يكون على الأرض، مشيدا بموقف السعودية الرافض لما جرى ويجري في عدن.
وعن المزاج الشعبي إزاء ما حدث في عدن، قال الصحفي ماهر إن سكان عدن رفضوا ما حدث في مدينتهم من هجوم مسلح على قصر معاشيق، مضيفا أن سكان عدن لا يريدون انقلابا عسكريا ولا فوضى، بل يريدون خدمات.
من جهته؛ الناشط الحقوقي والسياسي البراء شيبان قال إن ما حدث في عدن يلخص المشكلة القائمة منذ أربع سنوات، إذ يحاول المجلس الانتقالي زعزعة قدرة الحكومة اليمنية على العمل في المناطق التي تسيطر عليها كلما كانت هناك جهود من قبل الحكومة والقوى السياسية في اتجاه جماعة الحوثي.
شيبان أوضح إلى أن قيادات المجلس الانتقالي لا يريدون دولة، ويعيشون في ظل الفوضى والاقتتال، مضيفا أن المجلس الانتقالي يتحرك بدون أفق سياسي ولا هدف ولا رؤية.
ويرى شيبان أنه يجب إعادة مراجعة العلاقة مع كل المكونات داخل الشرعية والتخاطب بجدية مع التحالف ومنع أي تحالفات خارج إطار الحكومة اليمنية.
ثورة جنوبية
بدوره؛ عضو اللجنة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح اتهم الحكومة اليمنية بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف معسكر الجلاء قبل أيام وراح ضحيته العشرات من الجنود بينهم القيادي البارز في الحزام الأمني منير اليافعي أبو اليمامة.
وأردف منصور إلى أن اسقاط أو ترحيل هذه الحكومة( التي وصفها بالحكومة المختطفة من قبل جماعة الإخوان) هو مطلب شعبي قبل أن يكون مطلبا للمجلس الانتقالي، واصفا ما حدث في عدن اليوم (أمس الأربعاء) من مواجهات بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي وقوات الحماية الرئاسية هو امتدادا للثورة الجنوبية التي انطلقت في 1994 والحراك الذي انطلق في 2007.
وأوضح صالح أن للمجلس الانتقالي هدف سياسي، مضيفا أنهم يتعاملون باحترام مع المجتمع الدولي ومع شرعية الرئيس هادي ودول التحالف العربي.