في صنعاء، التقى ممثلي مليشيا الحوثي وحزب المؤتمر التابع للرئيس السابق، وعاد مجددا للإجتماع بوفد المليشيا المفاوض في العاصمة العمانية مسقط.
وفي الوقت الذي كان يؤكد فيه أمام وسائل الإعلام على ان جميع الأطراف أبدت رغبتها لتحقيق السلام، انطلقت سبعة صواريخ باليستية، أطلقتها مليشيا الحوثي، في دفعة واحدة وغير مسبوقة على المدن السعودية بينها العاصمة الرياض.
تكررت العمليات بطريقة شبه يومية، الأمر الذي يشير إلى تطور القدرات الصاروخية للحوثيين بعد أكثر من ثلاث سنوات حرب غير محسومة.
في الواقع. لم تبد مليشيا الحوثي أي رغبة حقيقية في السلام، بل صعدت من ضرباتها الصاروخية ضد المملكة ، وصرح القيادي، صالح الصماد، بأن العام الجاري سيكون باليستيا بامتياز.
وتذهب كل المؤشرات إلى ان الجماعة ليست في وارد التنازل عن السلاح الثقيل وإنهاء سيطرتها على المدن والمؤسسات الحكومية بواسطة العملية السياسية.
وعلى ذات الطريق الذي سلكه المبعوثين السابقين للأمم المتحدة إلى اليمن، يمضي مارتن غريفيث في إطلاق سراب الوعود بشأن العملية السياسية المرتقبة، ولم يجد حتى من يلفت انتباهه إلى التطورات السلبية المتصاعدة على أرض الواقع.
المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، يظهر عقب كل عملية جديدة لإتهام إيران بالاستمرار في تهريب السلاح للحوثيين. ويعتبر العمليات تحديا صارخا للمواثيق الدولية.
وكان سلفه، العميد أحمد عسيري، قد زعم بعد شهر من انطلاق عاصفة الحزم بإنهاء القدرات الصاروخية للحوثيين. وكما تبين لا حقا وراهنا ان هذه القدرات في تطور مضطرد.
من الواضح ان المليشيا قد اكتسبت خبرات وقدرات دفاعية خلال سنوات الحرب. وبدلا من سعي التحالف إلى حسم المعركة، فإن غاراته على المدنيين فاقمت مأساة اليمنيين.
وهناك حالة شبه إجماع على الأوضاع الانسانية المتردية. لكن لا أحد يبدي الجهود الحقيقية والصادقة لوقف معاناة اليمنيين.
وفيما ينشغل التحالف بأجنداته المفضوحة في المناطق المحررة. تستمر الأمم المتحدة في صرف الوعود العرقوبية والبيانات الانشائية الدورية حول تقييم حالة الأوضاع وتطوراتها في اليمن.
ومن المقرر ان يقدم المبعوث الجديد مارتن غريفيث أول إحاطته إلى مجلس الأمن خلال هذا الشهر بعد أنهى جولة من المشاورات في صنعاء ومسقط وأبو ظبي والتقى خلالها مسؤولين عمانيين وإماراتيين وأطرافا يمنية أخرى.
قال غريفيث في بيان مقتضب إن ما سمعه مشجع للغاية وسيساعده على وضع إطار لعملية سلام في اليمن.
هل سنسمع دوما مثل هذه العبارات في تصريحات غريفيث مثل سابقيه؟. تلك الألغام التي وضعها المبعوثين السابقين لتمكين مليشيا من الحوثي من السيطرة.
المرجعيات الثلاث واضحة، والقرار الأممي 2216 والمعني المبعوث الجديد للعمل على تنفيذه وبيان الطرف المعرقل، وليس أطراف الصراع والتي عادة ما تردد في بيانات مبعوثي الأمم المتحدة.
ودون الحاجة إلى الدخول في متاهة البحث عن مقترحات جديدة، الوضع يتطلب التنفيذ العاجل للقرار وعدم التسويف والمرواغات في جولات مكوكية جديدة.