وجع لا ينتهي ومقبرة مفتوحة لإلتهام خيرة الصحفيين اليمنيين بالقتل والتعذيب والاختطافات والإخفاء القسري.
بينما كان مصور القناة في مهمة لتغطية الأوضاع الميدانية في المناطق المحررة حديثا في منطقة قانية بمحافظة البيضاء، اغتالته قذيفة مليشيا الحوثي، وبعثرت أشلاء مرافقيه.
الصورة صادمة. فبحسب مراسل القناة، تعرض القادري لإصابة بليغة في عنقه بشظايا القذيفة، وتوفي بعد ساعات متأثرا بالإصابة في منطقة تفتقر لأدنى الخدمات الطبية.
في السياق ذاته أصيب مراسل قناة يمن شباب ذياب الشاطر جراء القصف الذي استهدف الفريق الإعلامي بمحافظة البيضاء.
وقال مراسل قناة بلقيس إن القصف أسفر عن إحراق سيارة الفريق الإعلامي بالكامل في منطقة قانية، فيما أُسعف المصابون لتلقي العلاج.
تستدعي هذه الحادثة قائمة طويلة من الانتهاكات المريعة بحق الصحفيين والحريات الإعلامية على مدى أكثر من ثلاث سنوات من الحرب المفروضة من قبل المليشيا.
ونالت هذه الجرائم أكثر من صحفيي ومصوري قناة بلقيس، كما باقي القنوات الفضائية الأخرى.
وكان الزميل القادري قد أصيب قبل عامين في قصف للمليشيا أثناء تغطيته لمعركة تحرير معسكر فرضة نهم شرق صنعاء.
وتكررت عمليات استهداف الصحفيين من قبل مليشيا الحوثي بالقذائف وبالقنص وسقط عدد منهم قتلى وجرحى أثناء تغطيتهم للمواجهات خاصة في محافظة تعز.
وتكررت عمليات استهداف الصحفيين من قبل مليشيا الحوثي بالقذائف وبالقنص وسقط عدد منهم قتلى وجرحى أثناء تغطيتهم للمواجهات خاصة في محافظة تعز.
ففي نهاية يناير الماضي، استشهد المصور الصحفي أسامة سلام المقطري برصاص قناصة مليشيا الحوثي بينما كان يغطي مع عدد من زملائه المواجهات في الجبهة الشرقية بمدينة تعز.
وفي الشهر ذاته، استشهد مصور قناة بلقيس الصحفي محمد القدسي جراء قصف صاروخي لمليشيا الحوثي على مديرية المعافر بمحافظة تعز.
كما استشهد المصور الصحفي تقي الدين الحذيفي والمصور وائل العبسي بقذيفة أطلقتها مليشيا الحوثي أثناء تغطيتهما للمعارك شرق مدينة تعز في مايو من العام الماضي.
في ذات الحادثة، بترت قدم الصحفي وليد القدسي وأصيب المصور الصحفي صلاح الوهباني.
وفي أوقات سابقة متفرقة، استشهد الصحفي المصور أحمد الشيباني، ومحمد اليمني، وأواب الزبيري، وأصيب الصحفي عبدالقوي العزاني والمصورين نائف الوافي وعبدالحكيم مغلس وهيكل العريقي.
كل هذه الجرائم، جرت في المدينة المجروحة والمعذبة بظلم التحالف وحصار المليشيا. غير ان أبشع جريمة هزت الوسط الصحفي، تمثلت في وضع الصحفيين في محافظة ذمار عبد الله قابل ويوسف العيزري كدروع بشرية لغارات التحالف منتصف العام 2015م.
ومنذ ثلاث سنوات، لا يزال 12 صحفيا في سجون مليشيا الحوثي يواجهون خطر الموت نتيجة التعذيب ويحرمون من زيارة أسرهم والحصول على العلاج والغذاء.
وتقدم التقارير الحقوقية الأخيرة صورة مليئة بالألم. خلال الثلاثة الأشهر الماضية، رصدت نقابة الصحفيين ومنظمة صحفيات بلا قيود نحو 60 حالة انتهاك للحريات الإعلامية.
وتوزعت الانتهاكات مابين قتل وتعذيب وتهجير واحراق مؤسسات إعلامية. وقال بيان أخير لنقابة الصحفيين ان البيئة الإعلامية في اليمن لا تزال أكثر عدائية للعمل الصحفي ومليئة بالمخاطر.
بدورها، قالت منظمة صحفيات بلا قيود ان ثلاث سنوات من الحرب في البلاد تسببت في وضع مأساوي للصحفيين، وأحدثت وجعا كبيرا في الوسط الصحفي وضحايا لا حصر لهم.
وأشارت المنظمة إلى أن الحريات الصحفية تعيش حاليا مرحلة قاسية ومؤلمة للغاية جراء التنكيل والاستهداف المستمر لها , الأمر الذي باتت فيه حياة الصحفيين في غير مأمن.
ولم تكن المحافظات المحررة من مليشيا الحوثي خاصة في المحافظات الجنوبية في منجى من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات مدعومة من دولة الإمارات.
وبدون منازع، يواجه الصحفيون والحريات الإعلامية أقسى مرحلة تاريخية وتجريف عام للحياة في بيئة تجمع كل التقارير الحقوقية والمنظمات الدولية بأنها أضحت غير آمنة.