في البدء كان الأمل ان تتحرر عدن عاصمة اليمنيين المؤقتة من سيطرة المليشيا.
تحقق الأمل وكانت الأمور مبشرة واهازيج الفرح تطغى على المشهد لكن سرعان ما انقلبت الأمور وتحول الأمل إلى كابوس او هكذا بدت الصورة.
قيل في ذلك أن الأجندة تبدلت وتغيرت وحين تغيرت توقف الجيش على اعتاب تعز وانحسر تقدمه وعاد الى ادراجه في عدن التي شهدت إعادة لترتيب أهداف التحالف العربي وعلى نار هادئة.
من تحرير اليمن وافتكاكه من سيطرة الأذرع الإيرانية وتأمين أمن العرب القومي الى تأمين المصالح الذاتية وخلق ولاءات واتباع وإنشاء معسكرات وسجون سرية والسيطرة على جزر وموانئ.
لم يتوقف انقلاب الأجندة عند هذا الحد بل باتت عدن غير متسعة ومتقبلة لمن هم خارج الحلف الناشئ مؤخرا بين اطراف جنوبية مطالبة بالانفصال وأخرى في التحالف العربي وتحولت بوصلة المعركة من الحرب على المليشيا الانقلابية إلى معاداة الشرعية ومنع رئيسها من العودة إلى عاصمته كما رشحت الأخبار القادمة من الرياض مقر إقامة الرئيس هادي.
الانقلاب الناعم في أهداف طرف رئيس في التحالف العربي ما يلبث ان يشهد موجة من الصخب والمواجهة بين الفترة والأخرى لعل آخرها المواجهة الأخيرة التي جرت أمام ميناء الزيت وسط العاصمة المؤقتة بين الحزام الأمني المدعوم إماراتيا وقوات من اللواء الرابع حماية منشآت التابع للحماية الرئاسية والتي اسفرت عن مقتل ستة افراد واصابة آخرين.
وعليه يبدو المشهد في العاصمة المؤقتة وكأن أحدا يريد إزاحة عدن من سيطرة الشرعية. لماذا وما الهدف، الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على مثل هكذا تساؤلات.