بين تلك الأغاني كان المذيع يردد جملة قصيرة “ بيان هام سيذاع بعد قليل"، بينما كان الشعب ينتظر بفارغ الصبر ذلك البيان الذي يحمل في مضامينه الكثير من التحولات.
بعد الغروب مباشرة استمع اليمنيون لميلاد حركة سلمية بيضاء برئاسة المقدم إبراهيم محمد الحمدي على رأس حركة عرفت بحركة 13 يونيو التصحيحية التي عقدت اجتماع عرف باجتماع مجلس القيادة ليبدأ بإصدار البيانات السياسية ابرزها اعلان الحمدي رئيساً للجمهورية وتكليف حكومة حسن مكي بالاستمرار في أعمالها.
تم توديع الرئيس عبد الرحمن الارياني في مطار تعز بعد أيام من اعلان الحركة التصحيحية كرئيس جمهورية سابق في مشهد غير مألوف في الحالة العربية بالنسبة لرئيس تنازل عن السلطة سلمياً من اجل الشعب ورئيس صعد إلى السلطة سلمياً من أجل الشعب.
بدأ اليمنيون يستمعون لخطاب التصحيح كامتداد لروح سبتمبر ومشروع التصحيح الذي اشتغل على المصالح الاجتماعية للشعب وتكريس دولة القانون ووضع بوصلة تنمية مستدامة على اساس الخطط والبرامج.
وبحسب متابعين استندت حركة التصحيح على رؤية بالغة الذكاء والانجاز ، وقيادات تتسم بالفهم والنزاهة وأسس تنظيمية مؤسسية، وخطة خمسية ركزت على التنمية على صعيد الدولة من خلال المؤسسات وعلى الصعيد التنمية المجتمعية من خلال التعاونيات.
ركزت حركة التصحيح على الإصلاح المالي والإداري وإنشاء لجان للتنفيذ، وتحويل المؤسسة العسكرية من ولاءتها المتعددة إلى الولاء الوطني المؤسسي، والتحول من قانون القوة إلى قوة القانون.
وقبل ان يكتمل الحلم اليمني الجمهوري المتجدد من حركة التصحيح والذهاب نحو الوحدة الوطنية مع الشطر الجنوبي للجمهورية امتدت أيادي ليلة الغدر بالرئيس ومشروع التصحيح لتغتال حلم الذات اليمنية الجمهورية في العصر الحديث.