روحانيات بعبق الثورة
ولاتزال ساحة الحرية تحافظ على نشاطها حتى اليوم حيث يجتمع فيها ثوار مدينة تعز لممارسة أنشطتهم الثورية وطقوسهم الدينية باستمرار، وخاصة خطبة وصلاة الجمعة وكذلك صلاة التراويح خلال ليالي شهر رمضان المبارك.
وأصبح أداء صلاة التراويح في ساحة الحرية من الطقوس الرمضانية لدى سكان مدينة تعز الذين يبدؤون التوافد إلى الساحة بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.
يقول الشاب زكريا السلمي إنه اعتاد أداء صلاة الجمعة وكذلك صلاة التراويح في ساحة الحرية بتعز منذ اندلاع ثورة فبراير، حتى أصبحت الصلاة في الساحة بالنسبة له ولأصدقائه من الأمور التي لا يفضلون تركها.
ويضيف السلمي في حديثه لموقع قناة بلقيس، أن حفاظ الساحة على الزخم الجماهيري يؤكد استمرار الفعل الثوري في ساحة الحرية التي تعد ملهمة للثوار في كل أرجاء اليمن، خاصة وأن جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي تتطلب استمرار هذا الفعل الثوري حتى إنهاء الانقلاب وتحقيق أهداف الثورة، حد تعبيره.
حضور نسائي
ولم يقتصر أداء صلاة التراويح في ساحة الحرية بتعز على الرجال فقط حيث تشهد الساحة تواجد النساء لأداء الصلاة في المكان المخصص لهن على يمين منصة الساحة.
تقول أميمة سعيد إنها تحضر مع زوجها وابنها لأداء صلاة التراويح في ساحة الحرية حيث تصلي في المكان المخصص للنساء، فيما يصلي زوجها وابنها مع الرجال، مشيرة إلى أن أداء الصلاة في الساحة يذكرها بجميع تفاصيل ثورة فبراير.
وتؤكد أميمة في حديثها لموقع قناة بلقيس، أنها تجد في صلاة التراويح بساحة الحرية روحانية أكثر من صلاتها في المنزل لوحدها، كما أنها فرصة للراحة والطمأنينة بعد الكثير من التعب في أعمال المنزل.
صلاة في الهواء الطلق
ويرى مصلون أن الحضور الكبير لأداء صلاة التراويح في ساحة الحرية يمنحها روحانية أكثر، إضافة إلى أنهم يفضلون أداء الصلاة في الهواء الطلق على أدائها في المنازل أو المساجد غير المزودة بأجهزة التكييف خلال ليالي رمضان ذات درجات الحرارة المرتفعة.
يقول صالح الصبري (45 عاماً)، إن الأجواء الروحانية لصلاة التراويح في ساحة الحرية بتعز هي سبب حفاظه على أداء الصلاة في الساحة مع مئات المصلين الذين يتوافدون إليها أكثر من أي مكان آخر ما يضفي روحانية أكثر على الصلاة.
ويشير الصبري لموقع قناة بلقيس إلى أن ما يميز الصلاة أيضاً في ساحة الحرية خلال ليالي رمضان أنها تقام في الهواء الطلق، وهذا ما يجعل المصلين في ازدياد متواصل بالساحة حتى نهاية صلاة التراويح.
مظاهر روحانية ممنوعة في صنعاء
وفي الوقت الذي تواصل مليشيا الحوثي منع أداء صلاة التراويح بمكبرات الصوت في مساجد العاصمة صنعاء، يجد المواطنون في تعز حرية أكثر في ممارسة شعائرهم الدينية بالشكل الذي اعتادوا عليه خلال شهر رمضان من كل عام.
يقول أسامة إبراهيم، وهو أحد طلاب جامعة صنعاء، إنه عاد إلى مدينة تعز بعد مضي أول أسبوع من شهر رمضان، بسبب مصادرة مليشيا الحوثي أبرز المظاهر الروحانية لهذا الشهر الكريم والمتمثلة بأداء صلاة التراويح.
ويضيف إبراهيم لموقع قناة بلقيس، أن المليشيا سمحت بأداء صلاة التراويح هذا العام في مساجد محدودة بدون استخدام مكبرات الصوت إلا أنها واصلت مضايقة المصلين لإجبارهم على عدم الحضور إلى هذه المساجد.
وكانت مليشيا الحوثي قد منعت أداء صلاة التراويح في مساجد العاصمة صنعاء منذ انقلابها على السلطة الشرعية، كما هددت باتخاذ إجراءات صارمة ضد أئمة المساجد الذين يفتحون مكبرات الصوت لأداء الصلاة بحجة إزعاج السكان.
وحملت قرارات المليشيا تناقضات منها أمر أئمة المساجد بفتح التسبيح بمكبرات الصوت قبل دخول وقت الفجر، كما تبث خطابات زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي عبر هذه المكبرات دون اعتبار الأمر مزعجاً للسكان.