تشرح تفاحة ما حصل لها " تعرضت لسقوط من منحدر جبلي وأصبت في رجلي اليسري كان الألم لا يطاق كنت أصرخ بكل ما أوتيت من صوت من أجل انقاذي ولم أستطع من تلك اللحظة المشي على رجلي مطلقاً.
وكان هذا اليوم هو من أسوء الأيام على تفاحة التي تقول:"مرت مايقارب الربع ساعة حين ظليت ممتدة على الأرض، بدأت أشعر أن الموت يقترب مني حتي جاءت نساء القرية لحملي الي منزل شقيقي".
لم تفلح بعدها كل محاولات أطباء تجبير العظام الشعبين ولا في المستشفى الحكومي الريفي في عمل أي شئ سوى الحقن المهدئة للألم كما تقول تفاح التي ظلت في منزلها لأسابيع ويتم حملها إن أرادت الذهاب إلى الحمام أو الخروج إلى شرفة المنزل.
تمنيت الموت
ضاعف هذا الحادث من مأساة تفاحة التي تعيش وحيدة في غرفة متهالكة كانت تستخدم للمواشي في الدور الأسفل من بيت والدها المتوفي الذي أصبح يسكن فيه شقيقها الأكبر فهي لم تتزوج عاشت مع والدتها ووالدها منذ أن توفي والدها قبل 5 سنوات.
حاولت تفاحة كما تقول الاعتماد على نفسها "منذ أن توفي والدي وأردت أن أوفر مصاريف معيشتي من خلال بيع الأقمشة النسائية الريفية على نساء قريتنا وقرى مختلفة في منطقة قدس كنت سعيدة وكان المردود المادي يغطي مصاريفي الشهرية".
وتصف تفاحة بصوت ممزوج بالبكاء كيف تحولت حياتها بعدما تعرضت للحادث الذي جعلها لا تستطيع المشي أو الوقوف "في الأسابيع الأولى بعد انكسار رجلي لم أستطيع تقبل ماحدث وبعد ان كنت أمشي وأعمل تقيدت في غرفتي، كانت الساعات تمشي ثقيلة وكنت أتمني الموت حتي لا أصبح مقعدة وعالة على الآخرين".
ومن أجل البحث عن أمل للعلاج قررت تفاحة التواصل مع إحدى قريبات أمها في مدينة تعز كي تنتقل إليها ويتسنى لها أيضا زيارة الأطباء المختصين بالعظام ومنذ ذلك الوقت مايزيد عن السنتين والنصف وهي تعيش في منزل قريبتها ما اختلف في الأمر هو أنها حصلت على كرسي متحرك.
زراعة مفصل
العملية تحتاج إلى مبلغ كبير وهي لا تملك غير راتب الضمان الإجتماعي والذي لا يتجاوز 20 دولار، وإجراء العملية كما يقول الدكتور مختار المليكي الطبيب المعالج لتفاحة يمكن أن تجرى في تعز إذا توفر المفصل الصناعي الذي يصل سعر أفضل هذه الأنواع إلى مايزيد عن ألف دولار .
وأوضحت من جهتها فهيمة القدسي إحدى قريباتها والتي تعيش تفاحة في منزلهم بتعز" تواصلنا مع إدارة مستشفي الثورة وأبدو الموافقة في تبني إجراء العملية مجاناً إذا ما توفر المفصل الصناعي" وهو ما يقف الأن أمام أن تعود خالتها إلى حياتها الطبيعية وتعود لها ضحكتها التي سلبتها الحسرة في البقاء على كرسي متحرك
وتضيف بحسرة "إجراء عملية زراعة المفصل الصناعي هو إنقاذ خالتها من الوضع النفسي الذي تعيشه فهي تبكي دائماً من أي موقف يذكرها بأيامها قبل الحادث".
بحاجة إلى الأمل
تفاحة من بين ما يزيد عن 37 شخص يعانون من إعاقة بسبب حوداث مختلفة كما أكد عباس الباشا رئيس جمعية المعاقين حركيا في تعز لـ"بلقيس" منوهاً إلى إنهم جميعاً بحاجة إلى زراعة مفصل بينهم 15 إمرأة و22 رجل بينهم أطفال حسب الباشا.
وهذه الإحصائية لا تشمل جرحي الحرب حيث قد يصل العدد الي عشرات ضعف العدد المسجل لدى جمعية المعاقين حركياً بتعز الذين تعرضوا لحوادث مرورية أو سقوط كما أوضح الباشا الذي طالب المنظمات الإنسانية الي تقديم الدعم.
ويظل هؤلاء على قيد الأمل الذي تضاعف إمكانية تحقيقه في ظل الحرب تسببت في دمار على كل المستويات في المدينة.
وتظل تفاحة مثلهم على قيد الأمل تنتظر من يتكفل لها بشراء مفصل صناعي ويعمر في قلبها الفرحة وتحقيق ذلك لها من خلال قولها" الحصول على مفصل صناعي وإجراء العملية هو عمراً جديد لي".