القرار الصعب
عشق أحمد عسكر هذه الرياضة كونها من أجمل الألعاب في الدفاع عن النفس وفي تنمية المهارات الجسدية والذهنية وفي سبيل ممارستها واجه الكثير من المصاعب ولعل أصعبها سفره لمدينة الحديدة لممارسة اللعبة .
يقول عسكر في هذا "قررت السفر للحديدة للتدريب فيها حيث أخبرت والدي فمنعني وكان أكبر معيق حينها المدرسة حيث كنت طالباً ولم أستطع السفر للتدريب واتخذت حينها القرار الصعب بترك الدراسة على أن أحضر للإختبار ومنع حينها والدي المصاريف كعقوبة على ترك الدراسة فكنت أذهب لأعمل في استديوهات التصوير بما يعادل 150 ريالاً من أجل جمع المال للسفر للتدريب في الحديدة والتحقت بنادي الجيل تحت قيادة الكابتن خليل الأهدل بعد موافقة والدي على ذلك لاحقاً".
نجاح رغم المعاناة
خلال ممارسته للعبه في نادي جيل الحديدة مثل اللاعب أحمد عسكر النادي في العديد من المشاركات المحلية كانت الأولى في بطولة الجمهورية في الحديدة عام 2008 لكنه لم يوفق حينها، وعاد في بطولة الجمهورية2011 وحصل على المركز الثاني ثم في العام2013 حصد لقب بطل بطولة الجمهورية.
بعدها مثل اليمن في بطولة آسيا للصالات المغلقة في كوريا الجنوبية2013 لكنه لم يحقق نتيجة وساعده مستواه في منحه فرصة تدريبة في معسكر تدريبي بالأردن لكن تكاليف السفر والاقامة كانت على حسابه فعاد إلى اليمن طارقاً كل الأبواب لمساعدته وأغلقت الأبواب في وجهه بما فيهم وزير الشباب والرياضة معمر الأرياني حينها، الذي لم يهتم لأمره كما قال فعاد حزيناً وأخبر والدته أنه لم يجد شيئاً ويكاد حلمه ينتهي بخوض غمار التدريب وتمثيل اليمن فأعطته ذهبها للسفر للأردن فسافر ثم عاد وشارك مع المنتخب في بطولة العرب السابعة للكيك بوكسينغ في المغرب وحصل على المركز الثالث عربياً و على الحزام الأسود درجة2دان دولي كأول لاعب يمني يحصل عليه ولكن الاتحاد اليمني رفضه ولم يقبله رغم اختبار عسكر ودفع رسومه.
توقفت الرياضة في اليمن مع الانقلاب واندلاع الحرب فقرر عسكر أن يسافر لأي دولة لمواصلة حلمه لكن إصابة والده المقعد اضطره للجلوس معه لكن شخص ينتمي لمليشيا الحوثي اتهمه بالخيانة وإرسال الاحداثيات للتحالف فتعرض للسجن قبل أن يخرج بوساطة وتعاون شخصيات في حجة فطلب منه والداه مغادرة اليمن خوفاً عليه وحينها كان لا يوجد معه إمكانيات مادية للسفر.
أعطته أمه ما تبقى من ذهبها، ليصل ماليزيا ويمارس اللعبة ويحصد على لقب المحترفين هناك، وبعد إنتهاء الإقامة في ماليزيا سافر إلى جزيرة جيجو الكورية وكان يعمل 12 ساعه في أعمال شاقه مواجهاً العنصرية والشتائم كي يوفر لقمة العيش حتى تعرف على أحد الصحفيين فأخبره بوضعه وأنه بطل في اللعبة فساعده بالتواصل مع الاتحاد الكوري وجاءه أحد المدربين فأخذه واهتم به واسكنه في فندق على حسابه الشخصي كما تعاون معه الاتحاد الكوري للعبه وبدأ بالتمارين وحصل على أول قتال في كوريا وفاز بالضربة القاضية في الجولة الأولى على لقب سوبر كوريا.
انجاز عالمي
عقب هذا الإنجاز تلقى البطل أحمد عسكر تهنئة الفوز بالسوبر الكوري من وزارة الشباب والرياضة وأخبر الوزارة حينها أنه يريد المشاركة في بطولة العالم في تايلاند وأرسل لهم دعوة المشاركة ولكن لم يتم الرد على رسائله لكن تفاجئ بوجودهم في ذات البطولة ليقرر بعدها الاعتماد على نفسه لتوفير مصاريف التدريب كونه غادر الجزيرة متجها للعاصمة سيئول ليتوج بعدها ببطولة الأبطال الأسبوع المنصرم.
وأبدى البطل أحمد عسكر انزعاجه من عدم دعوته للمشاركة في البطولة العربية المقامة في حضرموت كونه أحد أبطال اللعبة لكنه قال أنه ينتظره نزال قوي في بطولة العالم للمحترفين كأول عربي ينافس على هذا الحزام وأشار أنه سعيد بنقل صورة مشرفة عن اليمن في الإعلام الكوري متمنياً دعم وزارة الشباب له في مشاركاته القادمة.