ثلاثة أعوام من الجهد الإعلامي الشاق والمثمر، هو عمر قناة بلقيس منذ انطلاقتها رسمياً في الحادي عشر من مايو من العام 2015، لتحتل صدارة الإعلام اليمني كأول قناة إخبارية.
ثلاثة أعوام وهي تمضي ملتزمةً بخط تحريري اتسم بالشفافية والمصداقية، أصرت على البقاء بجانب الإنسان وما يحيط به، رغم محاولات ثنيها وإخماد صوتها، ترغيبا وترهيبا.
كانت فضاءً متسعا لكل الأصوات المختلفة والمتباينة، تميزت بجرأة الطرح ومهنية الأداء، و قدمت مضمونا يحترم عقل جمهورها ومشاهديها.
منذ أن اتخذت من صوت اليمنيين شعارا لها، صارت جزءا من يومياته، إذ كان سقفها الإنسان، وحدودها مبادؤه وقيمه، و بناء على ذلك اختارت مواضيعها التي كانت شائكة ومعقدة ومحاطة بكثير من الخطوط الحمراء .
تنقلت بين القضايا الإنسانية وأزعجت الكثير، عاشت ظروف الحرب في كل مناطق اليمن، ورصدت أوجاع اليمنيين، دمارا وحصارا و أوبئة ومعاناة، نقلت ووثقت كل الأحداث خارج اليمن، عاشت مع الطلاب ومعاناتهم ، والعالقين وصعوباتهم ، واللاجئين و أوضاعهم في كل البلدان.
#قناة_بلقيس.. 3 أعوام على الانطلاقة pic.twitter.com/il5uXxRsoa
— قناة بلقيس الفضائية (@BelqeesTV) ١٠ مايو ٢٠١٨
بلقيس التي انطلقت في الحادي عشر من فبراير من العام ٢٠١٥، قبل أن تدشن مرحلة جديدة من البث بتغطية كاملة على مدى أربع وعشرين ساعة في مطلع العام 2017، بأخبار على رأس الساعة وخارطة برامجية مباشرة و مسجلة.
توسعت القناة وصار لها إذاعة و موقع الكتروني شامل ومنصة الكترونية باللغة الإنكليزية تعنى بنقل الانتهاكات للعالم.
بلقيس التي جاءت في ظرف عصيب شهده البلد، إبان انقلاب ميليشات الحوثي وصالح على الدولة، أخذت قرارها بدون تردد بخوض معركة استعادة الدولة.
أغلقت مليشيات الحوثي مكتبها في صنعاء، نهبته وقامت بتدميره، فلم يثنها كل ذلك عن الاستمرار في العهد الذي قطعته، فقررت العمل وإطلاق البث من خارج البلد.
كان مجيء بلقيس خطوة مهمة لكسر العزلة التي فرضتها مليشيات الحوثي على اليمنيين، وكان عليها أن تتجاوز العمل من خارج خارطة الأحداث والجمهور معاً عبر شبكة واسعة من المراسلين.
عملت في ظروف بالغة التعقيد، وقدمت الشهداء في سبيل الحقيقة، سقط ثلاثة من أفراد طاقمها، في
بلقيس التي ولدت من رحم الثورة، وكان حضورها امتدادا لإرادة فبراير، تخوض اليوم معركتها من أجل استعادة الدولة، ثلاثة أعوام انقضت من عمر مازال في بداياته فهل بدت بلقيس أقوى وأوسع؟