بحسب تقارير المنظمات فإن عدن وتعز ومأرب اكثر المحافظات تضررا من الالغام، حيث سجلت عدن على رأس قائمة المدن المتضررة من ألغام جماعة الحوثي استشهد فيها 164، تليها محافظة تعز التي بلغ عدد الضحايا 157، ثم محافظة مأرب 132 شخصاً، فيما توزع بقية الضحايا على محافظات متفرقة.
في صالةِ الانتظارِ الخاصةْ بمركز الأطرفِ التي تزدحم بمئات المعاقين تقفُ "عبيرُ " محمد الفتاة البالغة من العمر عشرون عام في انتظار الحصول على طرفا صناعيا لقدمها بعد تلف الطرف الأول التي حصلت عليه عند بتر قدمها جراء تعرضها للغم أرضي.
بلغة حزينة، تحدثت عبير عن المأساة التي تعرضت لها وبعض أبناء قريتها بفعل الألغام التي لازالت إلى الآن وهي تخطف أقدام المارة في وديان وهضاب ديارها " بيت دهرة" الواقعة شرق العاصمة والتي تقع بالقرب من مركز مديرية نهم بمسافة تقدر بآلاف الأمتار.
بعد معاناة شديدة مرت بها وظلت طريحة الفراش حصلت عبير على طرفا صناعي مكنها من التنقل بخطى متأنية تجسد أهوال الإصابة وحجم الاعاقة التي تمر بها فتاة في ريعان عمرها كالمكبلة تحاول المشي ذهابا وايابا كي تغدو متعودة على ثقل الطرف المختلف الذي لم تظن يوما بأنه سيكون بديل احد طرفيها.
وإلى جانبها الكثير من المدنيين الذين بترت لأقدامهم بفعل الألغام في مناطق متفرقة ليصبح مركز الأطراف عاجزا عن رفد هؤلاء بالأقدام الصناعية نتيجة الوضع الاقتصادي والمالي التي يمر به المركز.
تشير الإحصائيات الحالية إلى أن قرابة الفين وثلاث مئة شخص أصيبوا مؤخرا. وتعد النساء في صدارة الضحايا التي لا تنتهي معاناتهم المتجددة في زمن قصير لكنهن يكابدن مضاعفات لاتتوقف.
بحسب اخصائيي المركز، فإن هؤلاء الضحايا المتواجدين ليس إلا جزءً من ضحايا الألغام الواسعة والمختلفة، وهناك الكثير الذين باتوا في منازلهم طريحي الفراش وغير قادرين على الحركة والبعض الآخر لقي حتفه فور تعرضه للاصابة مباشرة.
رغم المأساة التي تعرضت لها عبير إلا أنها ترى نفسها بعد حصولها على طرفا صناعي قادرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعي كغيرها من النساء، وتسعى أيضا إلى تحقيق آمالها، كما تأمل أن تعمل متطوعة في توعية وإرشاد أطفال ونساء قريتها حول تجنب مخاطر الألغام
آخرين غير عبير من الرجال والنساء يرون أنه لا يجب أن يقفوا عاجزين بسبب الإعاقة، بل العمل واكتساب العديد من المهارات.
محمد الصرمي يعمل في كافتيريا إلى جانب دراستة في جامعة صنعاء في كلية الحاسوب ويعيش يومياته الاعتيادية متجاوزاً محنة الاعاقة.
وفي جميعية الناجين التي تبعد قليلا عن مركز الأطراف الصناعية، يوجد نشاط فني وابداعي بفنون مختلفة من بينها التطريز والخياطة التي نسجتها أيادي المعاقات واللاتي كرسن جهودهن في احتراف المهن والتغلب على إعاقتهن.